حلب- محمد ديب بظت
تنتشر ظاهرة سوق النوطات الدراسية بين طلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية بخلاف الوضع عن الصفوف الانتقالية، وإذا لم تكن نوطات المواد الأدبية بذاك الاختلاف عما تحتويه الكتب الصادرة عن وزارة التربية، فمن الأهمية بمكان التساؤل: هل يروج أساتذة المعاهد نتاجهم وباتت حرفة إصدار النوطات تدر على المكتبات المروجة لأعمال المدرسين أرباحاً ليست بالقليلة، أم أنها وسيلة تسهل على الطلاب الحفظ وتساعدهم على تجميع شتات المعلومات من خلال فصول المراجعات، وحل المسائل الرياضية، بالنسبة إلى طلاب الشهادة الثانوية العلمية؟ وهل يخضع سوق الورق إلى الرقابة أم تراه يعتمد على أسلوب المضاربة بين المكتبات؟
وفي حين تحتوي ثنايا الملخصات على الحلول والشرح، فإن غلاف النوطة الأمامي أو الخلفي يعطيك بياناً عن سعره والذي يصفه الطلاب بالمرتفع خاصة في ظل الظروف الراهنة، وبناء عليه جالت “البعث” في سوق المكتبات الأشهر بمنطقة شارع اسكندرون في حلب، ورصدت أسعار بعض النوطات لنجد أن نوطة رياضيات للبكالوريا علمي بلغت اثني عشر ألفاً، ووصل سعر ملخص مادة الفلسفة إلى تسعة آلاف ليرة، ويختلف السعر باختلاف اسم المدرس.
أحد العاملين في المكتبات أشار إلى أن غلاء سعر الورق والأحبار والتي ترتكز عليهما عملية النسخ هما المسبب الأساسي في زيادة أسعار تلك المطبوعات، فضلاً عن تكلفة المولدة التي تؤمن التيار الكهربائي والحاجة إلى تغطية نفقات عاملي المكتبة.
وفي زيارة دائرة التعليم الخاص في مديرية تربية حلب، ولقاء معاون رئيس الدائرة عمار حميدة لمعرفة دور التربية في ضبط أسعار النوطات الخاصة ومراقبة سوقها، أكد حميدة أنه لا يوجد لوائح خاصة في التربية تتضمن مثل هذا الأمر، وينحصر عمل الدائرة في متابعة شؤون المعاهد الخاصة وأقساطها وأية حالة تجاوز قد تصدر من قبلها، والنوطات الخاصة لا تدخل في عمل التربية بالمجمل.
أما طلاب الجامعة فهم ليس بمعزل أيضاً عن ارتفاع أسعار المحاضرات وأوراقهم الدراسية، إذ أن أقل ملخص من حيث عدد الصفحات لمادة ما قد يصل إلى أربعة آلاف ليرة، وكثير منهم ووفقاً لما أكدوه بات يلجأ إلى ملفات pdf للدراسة، أو تأمين المحاضرة من خلال المبادرات التي يطلقها طلاب الكليات والمتمثلة في تدوير المحاضرات بين الطلاب الأعلى في السنة الدراسية والأدنى منهم من حيث السنين.