طرطوس – رفاه نيوف:
على الرغم من حسن سير العملية التسويقية لمحصول البطاطا في قرى سهل عكار بمحافظة طرطوس وأسعارها الجيدة في أسواق الهال، والتي بدأت مع بداية الشهر الجاري، لم يخلُ الأمر من منغصات عكّرت عملية التسويق لدى بعض المزارعين وخفّضت من الأسعار.
رئيس الجمعية الفلاحية لـ”خربة الكراد” في سهل عكار فؤاد زمزم أكد أن عملية قلع موسم البطاطا مستمرة، والإنتاج جيد في بعض الأماكن، وسيىء في أماكن أخرى.
وردّ زمزم السبب إلى نوعية البذور غير الجيدة التي تم استجرارها من خلال مؤسسة إكثار البذار، حيث استقدمت ثلاثة أنواع من بذور البطاطا الفرنسية وهي (سبونتا سنيرجي ونعيمة وزمنطا)، وتبين بعد زراعتها أن النوع الوحيد الجيد الذي أعطى إنتاجاً جيداً هو بذور زمنطا، أما النوعان الآخران فإنتاجهما أقل وخاصة نوع سنيرجي، إضافة إلى صعوبة تسويق هذين النوعين من البطاطا في أسواق المحافظة لأنها غير مرغوبة، وسعرها أدنى من نوع زمنطا بـ ١٠٠٠ ليرة للكيلو، مشيراً إلى أن المزارعين سوف يستنكفون عن شراء بذور هذين النوعين في السنوات القادمة، ويطالبون بعدم استيرادها مجدداً، واختيار الأنواع الجيدة والمجربة والمرغوبة محلياً.
ولفت إلى الارتفاع الكبير بسعر طن بذور البطاطا في مؤسسة إكثار البذار هذا العام، حيث بيع الطن بـ٢١ مليون ليرة، تضاف إلى هذا المبلغ تكاليف رش السماد والزراعة والسقاية والنقل والفلين، ليصل سعر الطن الواحد من البطاطا لـ٤٠ مليون ليرة، مع العلم بأن أجرة الأيدي العاملة لساعة واحدة ١٠ آلاف ليرة، ويومية العامل تصل حتى ٦٠ ألف ليرة، وهذا كله يضاف إلى التكلفة، منوهاً إلى أن سعر تسويقها هذا العام مناسب ويغطي التكلفة الكبيرة.
وأكد المزارع محمد أن سعر كيلو البطاطا يباع في أسواق الهال بين ٦ _ ٧ آلاف للكيلو وهو سعر مجز للمزارع، ويغطي التكلفة الكبيرة للإنتاج مع هامش ربح جيد.
من جهته رئيس اتحاد فلاحي طرطوس فؤاد علوش أكد أن واقع تسويق البطاطا جيد ولم نتلق حتى اليوم شكاوى بخصوص التسويق او الأسعار التي تعد جيدة ومناسبة هذا الموسم، مشيراً إلى أن الاتحاد يتابع عملية قلع موسم البطاطا وتسويقه من خلال الجمعيات الفلاحية، والاستجابة لأي شكوى تردنا من الفلاحين.
يذكر أن الخطة الإنتاجية خلال هذا العام ٢٠٢٤ ، كما بيّن المهندس أسعد سليمان رئيس دائرة الإحصاء بمديرية زراعة طرطوس هي زراعة ٢٣٣٢ هكتاراً، والتقديرات الأولية للإنتاج 41.4 ألف طن بطاطا وقد تزيد وقد تنقص، وبالمقارنة مع العام الموسم الماضي ٢٠٢٣ نجد تراجعاً بالمساحة المزروعة بمقدار ١٧٥ هكتاراً، والتي بلغت ٢٥٠٧ هكتارات، والإنتاج ٣٧٧٥٣ طناً، وأن السبب بتراجع المساحة المزروعة بالبطاطا هذا الموسم كما لفت سليمان يعود إلى عزوف بعض المزارعين عن زراعة البطاطا.
بانوراما سورية-تشرين
