دمشق– مريم إبراهيم:
تحت عناوين في مجال الأمن الغذائي وسلامة الغذاء، بدأت اليوم أعمال مؤتمر الأمن الغذائي والتنمية المستدامة، والذي تقيمه كلية الزراعة بجامعة دمشق، ومركز ضمان الجودة بالتعاون مع الشريك العلمي والاستراتيجي EMBS .
عميد كلية الزراعة بجامعة دمشق الدكتورة عفراء سلوم بينت أهمية المؤتمر الذي يتمحور حول الأمن الغذائي، وهذا الموضوع قديم حديث، والمجتمعات القديمة شغلها الشاغل تأمين الغذاء والحصول عليه وتلبية الاحتياجات، مضيفة: من المعلوم أن الأمن الغذائي يتحقق عبر محاور توفر الغذاء والحصول عليه واستخدامه، ومدى قدرة الحاصلين عليه من استخدامه بشكل صحي.
ولفتت الدكتورة سلوم إلى أن سورية عانت خلال سنوات الحرب، وتعمقت ظاهرة انخفاض الإنتاج الزراعي بنسب كبيرة وصلت حتى ٥٦ بالمائة في العام ٢٠٢٠ ، ويتم العمل في هذا الموضوع وفق أهداف التنمية وعددها ١٧ هدفا متفقا عليها عالمياً.
أهداف التنمية ..
وفي محاضرتها بينت الدكتورة سلوم ماهية الأمن الغذائي وأبعاده الأربعة (توفر الغذاء والحصول عليه والاستقرار والاستخدام)، وآثاره كارتفاع نسبة الأسر غير الآمنة غذائياً، وانخفاض قيمة الإنتاج الزراعي، ونسبة المساحة المخصصة للزراعة المنتجة والمستدامة، مشيرة إلى المعوقات التي تواجه تحقيق الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة المتمثل بالقضاء على الجوع، ومنها ارتفاع تكاليف الإنتاج بشكل حاد خاصة الأسمدة والمحروقات وضعف القدرة على استخدام التقنيات الحديثة ذات التكلفة المرتفعة وهجرة الفلاحين من الريف بسبب تداعيات الحرب، إضافة لمفهوم التنمية المستدامة وأهدافها في سورية حسب إمكانية تحقيقها بحلول عام 2030 مع عرض لمقاربة شمولية للتنمية الريفية المستدامة وتحدياتها والحلول المقترحة لمواجهتها، وتحدثت عن التنمية الريفية المستدامة في البرنامج الوطني التنموي “الخطة الاستراتيجية سورية 2030 ” ومحاور البرنامج الوطني التنموي لسورية ما بعد الحرب.
مدير مركز ضمان الجودة في جامعة دمشق الدكتورة أميرة النور أوضحت دور الجامعة الهام في احتضان الفعاليات العلمية والتشبيك الدائم مع المجتمع المحلي للجامعة ونشاطاته، موضحة أن ملتقى الأمن الغذائي اليوم لتعزيز فكرة التعاون بين الجامعة والمجتمع، وتم التأكيد من بدء التحضير لهذه الفعالية أن تكون مميزة من خلال مشاركات الطلاب الذين يقومون بالأبحاث العلمية التي تدعم كيفية استدامة الأمن الغذائي .
المهندسة إسراء حمدان من شركة EMBS تحدثت حول أهمية المؤتمر في التقاء الشركات الصناعية مع المنظمات غير الحكومية وزيادة الوعي بموضوع سلامة الغذاء وآفاقه ومحاور التنمية المستدامة .
دور للشباب ..
عبد الله الغريب من الكويت بين في مداخلة له “أون لاين” خلال المؤتمر دور الشباب في تحقيق أهداف التنمية المستدامة كعنصر حيوي مؤثر بشكل فعال في مسيرة التنمية المستدامة، ويلعبون دوراً حيوياً لمستقبل أكثر إشراقاً لمجتمعاتهم والعالم بأسره، ومساهماتهم تتجاوز الحدود التقليدية مما يجعل من الضروري تسليط الضوء على بعض الظواهر المتعددة التي تعكس أهمية هذا الدور الحيوي، وذلك عبر أدوار عدة منها الإبداع والابتكار، ويتمتع الشباب بقدرة استثنائية لاستقبال أفكار مبتكرة لتقديم حلول فعالة تجعلهم في موقع التحديات الاجتماعية وغيرها التي تواجه العالم حاليا وهذه الأفكار تمكنهم من صياغة استراتيجيات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
الزراعة العضوية..
وشرحت الدكتورة رولى بايرلي من كلية الزراعة دور الزراعة العضوية والحيوية في تعزيز التنمية المستدامة والأمن الغذائي، ودور المنتج الحيوي الذي يعزز التنمية وفلسفة الزراعة العضوية التي تعمل للحفاظ على صحة الإنسان بإنتاج غذائي صحي آمن خال من المخلفات الكيماوية الزراعية وجودة عالية، إضافة لعرض واقع الزراعة العضوية في الوطن العربي، وسورية بدأت بتطبيق الزراعة العضوية عام ٢٠٠٦، وهناك خطوات أساسية للتحول للإنتاج العضوي حيث نحتاج إلى ثلاث سنوات فما فوق للتحويل والانتقال لهذه الزراعة.
رافق المؤتمر معرض مشاريع وأبحاث كلية الهندسة الزراعية والتي تركزت حول جوانب ومجالات الأمن الغذائي والتنمية المستدامة في مجالاتها المختلفة.
وناقش المشاركون في المؤتمر عبر جلسات حوارية عدة مواضيع مهمة منها الزراعة الذكية لتحقيق التنمية الزراعية المستدامة والأمن الغذائي، ومشاكل التصنيع الغذائي ومشاريع المنظمات في الزراعة والأغذية والأمن الغذائي وسياساته المختلفة، وتجارب الشركات الزراعية في تحقيق سلامة الغذاء.
الثورة
