تحت عنوان “الكيمياء في خدمة الزراعة” نظمت كلية الهندسة الزراعية بجامعة دمشق احتفالية بمناسبة الأسبوع العربي للكيمياء، وذلك بالتعاون مع الجمعية الكيميائية السورية وفرع الجامعة للاتحاد الوطني لطلبة سورية.
وتضمنت الاحتفالية جلسات علمية تركزت محاورها حول تقنية النانو في الزراعة، وكيمياء مواد التزليق الزراعية، ومعالجة التلوث الكيميائي للتربة بالطرق الحيوية، ودور الطاقة المتجددة في تعزيز الزراعة والكيمياء، وتحضير أسمدة سائلة ومعلقة.
وفي كلمة الافتتاح أكدت عميدة الكلية الأستاذة الدكتورة عفراء سلوم على أهمية الاحتفالية باعتبارها فرصة تجمع المختصين في مجال الكيمياء والزراعة وفروعها، حيث تسلط الضوء على آخر المستجدات في الأبحاث العلمية الزراعية والكيمائية والتكنولوجيا الحديثة، كما تعد فرصة لإثراء المعلومات وتبادل الخبرات ومناقشة النتائج والبحث عن حلول مبتكرة للتحديات التي تواجه القطاع الزراعي، بمشاركة خيرة الخبراء، والمهتمين المختصين.
واعتبرت أ.د سلوم أن هذا الحدث العلمي خطوة هامة في مسيرة الكلية العلمية ويجسد التعاون مع الجهات والمؤسسات العلمية البحثية والأكاديمية والالتزام المشترك بين مختلف القطاعات العلمية لتأخذ الكلية دورها المسؤول لجهة الحفاظ على الموارد وتحسين الإنتاجية للوصول إلى تنمية مستدامة حقيقية.
بدوره أوضح عضو اتحاد الكيميائيين العرب عبد الله سلطان أن الاتحاد هو منظمة كيميائية عربية تهدف إلى تعريف المجتمع العربي بدور الكيمياء في التطور والتنمية والعمل على التواصل مع المنظمات والمؤسسات الكيميائية العربية والدولية والاسهام في دعم البحث العلمي في المجالات الكيميائية.
مشيراً إلى أنشطة الاتحاد الدورية ومنها تنظيم مؤتمرات كيميائية عربية واختيار شخصية العام من الكيميائيين، وتنظيم مسابقات علمية مثل الأولمبياد العربي للكيمياء، لافتاً إلى إحراز المشاركة السورية كأس جابر بن حيان الذهبي في الأولمبياد الذي جرى في العراق، وهذا الإنجاز كان بخبرة طلاب تم العمل على تنمية موهبتهم وتطويرها في حاضنة العلوم هيئة التميز والإبداع.
ومن الجمعية الكيميائية السورية أشار الدكتور غسان أبو شامة إلى أن هدف الجمعية الارتقاء بالمهتمين والمختصين في المجال الكيميائي لممارسة دورهم الفعال في القطاعات التعليمية والصناعية والإنتاجية المختلفة، مشيراً إلى أن رسالتها المتمثلة بتوسيع نطاق الوعي المجتمعي بالدور الهام للعلوم الكيميائية في حل المشكلات المعاصرة والارتقاء بالمجتمع من أجل حياة أفضل، مؤكداً على أهمية المواد الكيميائية في تحسين الأعلاف والغذاء ودورها كأسمدة ومكملات غذائية وتحسين التربة وزيادة إنتاجية المحاصيل.
واختتمت الاحتفالية بمسابقة علمية بين طلبة الكلية وطلبة من الجمعية الكيميائية السورية، وتكريم للمحاضرين والمتسابقين والجهات الراعية.
إضاءة على محاور ملتقى الكيمياء في خدمة الزراعة
تقنية النانو في الزراعة، وكيمياء مواد التزليق الزراعية، ومعالجة التلوث الكيميائي للتربة، ودور الطاقة المتجددة في تعزيز الزراعة والكيمياء، كانت أبرز محاور الجلسات العلمية لملتقى “الكيمياء في خدمة الزراعة” في كلية الهندسة الزراعية بجامعة دمشق.
مدير عام الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية د. موفق جبور تحدث عن دور الهيئة في تطوير الزراعة بكافة مجالاتها، والأعمال التي تقوم بها لاسيما البحث عن مواد رديفة للتسميد تكون أكثر أماناً من الناحية البيئية كاستخدام الأسمدة العضوية والحيوية مالفيرميكومبوست وإيجاد مواد وأساليب رديفة لمكافحة الآفات الحشرية والفطرية وغبرها باستخدام المستخلصات الطبيعية ” الكيمياء الآمنة بيئياً” والاعداء الحيوية، مشيراً للدور الفعال لمخابر الهيئة في خدمة القطاع الزراعي من تحليل أسمدة وترب، وتقديم خدمات للمزارعين من خلال تحاليل الجودة والنوعية لزيت الزيتون وغيرها.
وتناول د. إبراهيم الغريبي من كلية العلوم في محاضرته الآثار المستقبلية لتقانة النانو وكيفية توظيفها في الزراعة، والافاق الواعدة لهذه التقانة في خلق منتجات جديدة خصوصاً في المجال الزراعي كالأسمدة النانونية بكافة أشكالها والمبيدات الحشرية والفطرية حيث توفر هذه التقانة منتج جديد وواعد ومستدام عوضاً عن المنتج التقليدي.
وتركزت محاضرة الكيميائي محمد الحاميش حول المزلقات بشكل عام ودورها في الزراعة، وكيفية خدمة الآليات الزراعية والمكننة الزراعية دون أي تأثير على نشاطها الزراعي أو البيئي، وإمكانية تقديم مزلقات بيئية طويلة العمر مما يخفف الأعباء المالية على المزارعين وبنفس الوقت يحقق ارتدادات بيئية على المنتجات الزراعية.
ومن المشاركين أكد الكيميائي فواز غليون على أهمية المواد الكيمياء حيث تدخل بكافة المجالات من دواء وزراعة ومبيدات حشرية وغيرها، إضافة لدورها الأساسي في الزيوت المعدنية وأيضاً للإضافات المستعملة لتحسين جودة الزيوت، منوهاً بأهمية الملتقى لتبادل الخبرات وتسليط الضوء على أحدث ما توصلت إليه الأبحاث العلمية بمجال الكيمياء.
ولفتت د. منال داغستاني رئيس قسم الكيمياء في كلية العلوم إلى التشاركية بين القسم وكلية الهندسة الزراعية لجهة الإشراف على الدراسات العليا ورسائل الماجستير والدكتوراه، مؤكدة على أهمية الجانب الكيميائي في تطوير جينات مواد زراعية كمضادات نمو الفطريات أو متابعة تطور نمو النباتات.
يذكر أن الملتقى أقيم بالتعاون بين الكلية والجمعية الكيميائية السورية وفرع الجامعة للاتحاد الوطني لطلبة سورية بمناسبة الأسبوع العربي للكيمياء وتخلله مسابقات علمية في اختصاص الكيمياء وتكريم للفائزين.
جامعة دمشق