
*دانيا النابلسي:
يأتي اليوم العالمي للطفل ليذكّرنا بما عشناه نحن في بداياتنا، وكيف كانت طفولتنا مليئة بالبساطة والبراءة، ثم يضعنا أمام واقعٍ قاسٍ يعيشه أطفال اليوم، حيث تتبدّد الأحلام تحت وطأة الأزمات والحرمان.
طفولتنا…
كنا نركض في الأزقة، نلعب ألعابًا بسيطة نصنعها بأيدينا، ونضحك من أعماق قلوبنا. كانت المدرسة نافذةً على العالم، والكتاب صديقًا يوميًا يفتح لنا أبواب المعرفة. ورغم ما واجهناه من صعوبات، كان هناك شعور بالأمان، بأن الكبار يحرسون طفولتنا ويحمون أحلامنا الصغيرة.
أطفال اليوم…
أما اليوم، فإن ملايين الأطفال يعيشون في ظروف لا تشبه الطفولة في شيء:
• أطفال حُرموا من التعليم، فصار مقعد المدرسة حلمًا بعيد المنال.
• أطفال زُجّ بهم في سوق العمل قبل أن يكتمل نموهم، يحملون أعباء الكبار وهم ما زالوا صغارًا.
• أطفال نزحوا من بيوتهم، أو وجدوا أنفسهم ضحايا للعنف والإهمال.
• حتى التكنولوجيا التي كان يُفترض أن تكون وسيلة للتعلم، تحوّلت أحيانًا إلى أداة لعزلهم أو استغلالهم.
طفولتنا كانت رغم بساطتها مليئة بالخيال والأمان، أما أطفال اليوم فيحملون على أكتافهم أعباءً لم نعرفها نحن في صغرنا. الفارق ليس في الزمن وحده، بل في غياب العدالة، وفي عجز المؤسسات عن حماية أبسط حقوقهم.
اليوم العالمي للطفل ليس مناسبة للاحتفال بالشعارات، بل هو دعوة إلى العمل:
• لضمان حق كل طفل في التعليم الآمن والمجاني.
• لحماية الأطفال من الاستغلال الاقتصادي والعنف الأسري والمجتمعي.
• لتوفير بيئة صحية ونفسية تتيح لهم النمو الطبيعي.
• ولمساءلة كل جهة تتقاعس عن حماية حقوق الطفولة، لأن التستر على الانتهاكات جريمة.
كل طفل اليوم هو نحن بالأمس. وإذا لم نحمه، فإننا نمحو ذاكرتنا ونخون براءتنا. إن الدفاع عن الطفولة اليوم هو دفاع عن المستقبل، وعن إنسانيتنا التي لا تكتمل إلا بضحكة طفل آمن وسعيد.







