بانوراما طرطوس- أحلام الغباري:
قد تخلو الزجاجة من العطر يوماً.. ولكن تبقى الرائحة العطرة عالقة بالزجاج كما الذكرى الطيبة عالقة بالقلب…
بدأنا رحلتنا في عالم العطور من “العالمية للعطور” التي انطلقت من مدينة الياسمين والحب دمشق لتنشر عطرها وعبيرها بعد ذلك بين الجبال وزرقة البحر في مدينة طرطوس..
الطريق المؤدية إلى “العالمية” تأخذك إلى روائح العطور المذهلة وعندما تدخل هذا المكان يمتزج عالمك بين الرومانسية والإبداع والحب وعندما تقترب من تلك الزجاجة المرتبة بعناية على ذلك الرف تشد ناظريك لتشتم رائحة ما بها فتفتح لك أبواب الذكريات ورائحة أشخاص
مروا في حياتك قد يكونوا رحلوا أو مازالوا …….
كان لموقع بانوراما طرطوس زيارة لهذا المكان والتقينا بالسيد إياد علي عمار صاحب “العالمية للعطور” للتعرف أكثر على عالم العطور فتحدث لنا عن هذه المهنة وكيف بدأ رحلته..
يؤكد السيد إياد أنه بدأ رحلته من مدينة دمشق التي بقي فيها سبع سنوات ثم توجه بعدها إلى طرطوس وهو اليوم له اثنتي عشرة سنة هي سنين خبرته التي بنى خلالها هذه المكانة والسمعة الطيبة في عالم العطور.. ويشير بأن عمله في عالم العطور ليس مهنة موروثه عن أبيه بل هي هواية أحبها وتعلمها في دمشق وتفنن في كشف أسرارها وتأثر أيضاً ببيئته القروية ذات الطبيعة الجميلة ورائحة الأزهار والورود فكانت هذه الخلطة السحرية من الخبرة والهواية وحب اكتشاف الجمال من خلال الرائحة الطيبة والذكية.
أما بالنسبة لأنواع العطور ومصادرها فقال لنا مدير العالمية أن معظم العطور مصدرها فرنسي وألماني وهما المصدران الأساسيان ويتم أيضاً استخلاص المواد الأولية من سوريا وإرسالها إلى الخارج ثم إعادتها لنا وأكثر العطور
المطلوبة عندنا مصدرها فرنسي وهناك مقارنة بسيطة ففي دول الخليج منتشرة رائحة الأعواد أما في سوريا لم تنتشر ومازالت العطور الفرنسية هي المرغوبة لدينا……
وفي موضوع الأسعار أيضاً وتناسبها مع الشرائح الموجودة بين المواطنين أخبرنا السيد إياد أن طموحه أعلى ولكن الظروف والمعطيات
صعبة بسبب اختلاف قيمة العملة لكن دوماً يحاول إرضاء الجميع وبشكل عام الأسعار متناسبة مع الظروف الراهنة….
ولتركيب العطور وأصناف العطور إبداع متميز في العالمية حيث قال لنا أن أي عطر يمكن أن يتكون من عشرين مادة وللعطور ثلاثة مراحل أولها رأس الرائحة وهي البخة الأولى من الزجاجة بعد انتشارها بالهواء أما الثانية فهي وسط الرائحة أي بعد حوالي أربع ساعات من بخ العطر وفي نهاية النهار تبقى الرائحة موجودة وهو ما نسميه بالمرحلة الثالثة وهي قاعدة العطر التي تحدد جودته.
والعالمية تتميز بالجودة لتترك بصمتها الخاصة في كل مكان تصل إليه…..
وكشف لنا السيد إياد علي عمار أنه في الأيام الأخيرة مع ارتفاع الأسعار هناك تركيب تم ضخه في الأسواق غير صالح للإستخدام البشري حتى أنه مؤذي لجهاز التنفس وضار على الجلد وقد تم عرض هذه المادة عليه لشرائها
لكن كان منتبهاً وتم الحفاظ على تميز العالمية وجودتها مشيراً انه في بعض الأماكن يستعملون مادة ميتانول بدل الإيتانول فيمزجون الميتانول بالعطر وهو مادة غيرصالحة ل الاستخدام البشري فتستخدمه بعض المحلات إما عن قلة في المعرفة أو استرخاص لهذه المادة….. فلمزج العطور يجب استخدام الإيتانول .
فعالم العطور في العالمية ليست فناً وإبداعاً فقط بل علماً واختبارات ودراسة لتكون الجودة عنوانه وطريقه حيث أكد لنا السيد اياد أنه يطرق أبواب العلم
أيضاً في هذه المهنة ولديه صديق كيميائي درس في فرنسا يستشيره في مزج العطور وأيضاً يتطرق إلى قراءة الكتب في هذه المهنة……فاجتهاده الشخصي في عالم العطور والسعي الدائم لإكتشاف أسراره ومعاملته الطيبة مع الناس تترك أثراً كبيراً في عالم العطور.
هذه هي باختصار حكاية العالمية للعطور التي ترافقنا دوماً بروائحها المميزة ويبقى الوصف ناقصاً عزيزي القارئ مالم تزر هذا المكان لتعرف ماذا يعني الإبداع والفن والذوق في عالم الجمال والعطور.







