كأن نعمة زيادة الرواتب التي بدأت كبشرى نام الكثير من أهالي طرطوس على أحلامها بعيد منتصف الشهر الفائت لم تكتمل، وثمة من لا يريد لها أن تبقى كذلك فبعد اقتطاع 8 آلاف منها كضريبة حتى قبل أن يقبضها أصحابها هاهم اليوم يجاهدون للبحث عن صراف آلي داخل الخدمة لكي يقبضوا رواتبهم مع ما تبقى منها وسعيهم هذا تبدد بعد تنقلهم مشياً من صراف الكهرباء والصناعة وحتى صراف المصرف العقاري وكأنهم اتفقوا على إظهار عينهم الحمراء وعبارة الصراف خارج الخدمة فكيف يعودون إلى منازلهم خالي الوفاض؟
الكثير منهم تجمعوا في بهو المصرف العقاري وأنا منهم نتبادل الأحاديث عن الغلاء والدولار بانتظار أن يصدح صوت الموظف باسم واحد منا لنفوز بالغنيمة الموعودة.
أحمد موظف تحدث لنا عن الأخضر الذي التهم يابس راتبه الشحيح وعن مصاريف الأولاد التي تثقل كاهل العباد.
جابر مهندس بين لنا أن هناك مؤامرة على هذا الراتب المسكين وكلما تأخرنا في قبضه تراجعت القيمة الشرائية لآلافه المعدودة فما نستطيع شراءه اليوم ربما لا نستطيع غداً بسبب هذا الملعون الدولار.
سعيد موظف تحدث لنا عن دوريات التموين التي لا حول ولا قوة لها فالدولار أقوى من الجميع والويل فقط للبائع الصغير الذي وقع في الفخ ولم يغلق متجره ويشمع الخيط.
فقدان المتة والسكر والزيت من صالات السورية للتجارة هي ما تحدث عنه الموظف خالد فلابد أن هناك من أفرغها بسرعة كي يبيعها للتجار كما قال فلا يعقل أن تتبخر هكذا بينما هي موجودة في الأسواق بأسعار كاوية.
بقيت مستمعاً طيلة الوقت أدون في عقلي أحاديثهم الموجعة وأنا أتساءل أليس كل ما يقولونه صحيحاً؟ أليس هناك حل ما؟ ألم تتبخر الزيادة حتى قبل أن نقبضها؟
الوطن