من ” سيريا ستوكس” إلى ” سيريا تريد” وسلسلة التطبيقات الافتراضية المريبة لأسعار صرف الليرة السورية أمام الدولار وباقي العملات الأجنبية الرئيسية..تبدو تفاصيل رحلة الاستهداف التي نعترف بأنها ” رشيقة” لكنها هشّة إن اصطدمت بمحاكمة العقلاء بين الجمهور الواسع من المتلقّين لها.
إنه فصل جديد من فصول الإرهاب نستطيع أن نطلق عليه مصطلح ” الإرهاب النقدي” ..وتكمن خطورة هذا النوع الجديد في الطرف المتلقّي لرسائله الملغومة، إن تم التفاعل معها والتقاطها على محمل الجدّ .
استطاع المواطن السوري والتاجر وكل طيف النسق الوطني في هذا البلد، اكتشاف المضامين المفخخة لكل محاولات الضخ والتهويل الإعلامي، واستطاعوا الصمود في وجه أعتى الهجمات الإرهابية على الأرض..ويبقى التساؤل الملح هو..لماذا الاستسلام والتسليم أمام أحدث أنواع الاستهداف والإرهاب وهو ” الإرهاب النقدي” كخلاصة أو ” أصنص” لحقن الاقتصاد السوري بالجرعة السامّة أو القاتلة ؟؟!!
أليس غريباً أن نتفاعل جميعاً مع الكذبة، ونسلّم بأن سعر صرف الليرة السورية تراجع بمقدار يزيد عن 120 ليرة أمام الدولار خلال أقل من 24 ساعة..دون حدوث أي طارئ أمني أو عسكري أو سياسي أو حتى اقتصادي قاهر؟؟
أليس غريباً أن تمرّ وتنطلي ألاعيب تطبيق ” سيريا ستوكس” ومؤخراً تطبيق ” سيريا تريد” على معظمنا وتشهد حالة مريبة من التفاعل، لم تشهدها أكثر المسائل المصيريّة حساسية في حياتنا كسوريين عبر التاريخ ؟؟!!
أليس من اللافت أننا لم نلتقط أهم إشارة في مجمل موضوع حرب الليرة والدولار، وهي تزامن التصعيد مع مرسوم زيادة الرواتب والأجور للعاملين في الدولة والمتقاعدين..لنتمكن من اكتشاف أن ثمة برنامج استهداف لئيم، وسعي لتفريغ الزيادة من مضمونها وانعكاساتها، بل وتحويلها إلى “عقوبة” للدولة والمواطن على حد سواء ؟؟
الواقع أن الدولار ليس شأناً شعبياً..لكن بعض تجارنا تكفّلوا بنقله من حالة فوقيّة إلى حالة شعبية متأصلة في بنية حياة ويوميات المواطن..وهو أخطر أشكال الدولرة التي يمكن أن تجري على خلفيات استهداف متعمّد لأي بلد.
الآن يبقى السؤال الأهم..هل سيتمكّن مديرو التطبيقات والصفحات في الخارج، من إفراغ البرنامج الذي أخرجته الحكومة إلى مضمار النفاذ مؤخراً، لإفراد مظلة دعم مباشر لسلة الاحتياجات الأساسية للمواطن، بما يحيّد الأخير من التأثيرات السلبيّة لتذبذبات سعر الصرف المرسلة إلينا من الخارج في البريد الالكتروني العاجل؟؟
وسنختم بتساؤل آخر وهو..أليس من قوانين أو إجراءات تردع من يكملون هنا في الداخل، مهمّة مديري الصفحات وتطبيقات التلاعب بأسعار الصرف وبالاقتصاد وبالتالي كل مواطن، عبر دسّ القلق والتهويل والإرباك النفسي والمعنوي للجميع..ولو ظهر بعضهم بلبوس ناصح أو محلل أو منتحل صفة خبير رصين..؟؟
فبناء التحليلات إن على الصفحات الشخصيّة أو في وسائل الإعلام، هنا على وقائع افتراضية بتوقيع يدرك الجميع حجم الشبهات التي تدور حوله، هو ترسيخ مباشر لحالة الإرباك والهلع التي يسعى إليها من سعى منذ البداية لتدمير سورية وتركيع شعبها.
الخبير السوري ـ ناظم عيد