ربا أحمد:
عمليات جراحية عديدة باتت خارج الأرقام المقبولة لدى المواطن بطرطوس، لتضرب أسعارها أرقاما فلكية يعجز عنها أي مريض لا يعتبر من أصحاب الأموال.. ولتتحول مواقع التواصل الاجتماعي إلى ساحة للمناشدات الإنسانية للمساعدة في الوقوف إلى جانب هذه الحالات التي يعجز مرضاها عن المداواة.
شكاوى عدة وصلتنا تشكو الارتفاع الكبير لكلف العمليات الجراحية بشكل عام وتبديل المفاصل بشكل خاص والتي خرجت عن إطار المألوف لتسجل عمليات تركيب المفصل ما يزيد على 70 مليوناً، وأنه يضطر إلى بيع عقار أو أرض من أجل العلاج ومن لا يملك ما يبيعه يلجأ إلى الجمعيات الخيرية وأصحاب الخير ولكن غالباً لا يجدون من يساعدهم في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة.
وأكد المشتكون أن المشافي العامة اليوم لا تمتلك أي مفصل للعمليات العظمية وكل ما يحتاجه المريض من مفاصل صناعية وأدوية مرافقة على المريض شراؤها بنفسه وهي بتكاليف كبيرة حيث يصل سعر المفصل إلى 50 مليون ليرة، فاتجه معظمهم نحو المشافي الخاصة التي أصبحت أسعار العمليات الجراحية فيها بأرقام مضاعفة ووصلت عملية الزائدة إلى 7 ملايين فما بالك بتركيب مفصل؟
الدكتور سلمان محمد أحد أطباء العظمية في مشفى الباسل بطرطوس أكد أن المفاصل لم تعد متوافرة في المشافي العامة وأسعار المفاصل متوسطة النوعية تتراوح بين 45 _ 55 مليوناً والنوع الجيد يبلغ سعره 75 مليوناً وبالتالي معظم المرضى المحتاجين لعمليات جراحية لم يقوموا بها لعدم قدرتهم المادية، لافتاً إلى أن الشركات الخاصة تقوم باستيراد المفاصل وإضافة رسوم النقل عليها إضافة إلى الأرباح لذلك تكون أسعارها مرتفعة، مطالباً وزارة الصحة باستيرادها وبيعها للمواطن بسعر التكلفة عن طريق الدول الصديقة لأن الشركات الخاصة أرباحها كبيرة وبالتالي القطاع العام يمكن أن يستوردها ويبيعها دون ربح ما يساعد على خفض قيمتها بشكل كبير.
وأكد أن مئات من المرضى لا يمكنهم دفع تلك التكاليف مع أجور المشافي والأطباء الأمر الذي سيرفع تكلفة العملية عشرة ملايين إضافة إلى ثمن المفصل.
مدير الصحة بطرطوس الدكتور أحمد عمار أوضح أن القرار الوزاري واضح حول الأمر وهو أن المشافي العامة تمول العمليات الجراحية دون مستلزمات طبية، وأسعار المفاصل تتجاوز الميزانيات، ولاسيما أن عشرات العمليات يمكن أن تحصل باليوم في مشفى حكومي واحد فكيف سيتم تمويلها جميعاً؟
بانوراما سورية- الوطن
