بهدف جعل كل متعلم جاهزاً للتعامل مع المتغيرات المناخية وتعزيز مفاهيم التنمية المستدامة ونشر الوعي البيئي أقامت وزارة التربية أمس ورشة عمل حول المشروع الوطني للتعليم الأخضر وذلك في المركز الوطني لتطوير المناهج التربوية.
وأكد وزير التربية محمد عامر المارديني خلال ورشة العمل على دور المعلمين المهم في تعزيز القيم والمفاهيم الوطنية والأخلاقية، مشيراً إلى ضرورة العمل على تنمية مهارات الطلاب وتعزيز معارفهم في مجالات مفاهيم التنمية المستدامة والاهتمام بالزراعة والمحافظة على البيئة وتحمل المسؤولية في هذا الإطار، لافتاً إلى ضرورة وضع خطة عمل في هذا المجال تتضمن وضع معايير للمدارس الخضراء وتدريب فريق حول الموضوع ثم بدء التنفيذ في عدد من المدارس تجريبياً وتقييم التجربة وتكريم أفضل المدارس.
مديرة المركز الوطني لتطوير المناهج التربوية ناديا غزولي أكدت في تصريح لـ«الوطن» أن انطلاق المشروع الوطني للتعليم الأخضر هو خطوة نحو مستقبل مُستدام ويتماشى مع المشروع الوطني لتطوير البيئة المدرسية وجعلها تناسب تطور مهارات التعلم الحديثة والانتقال إلى المدارس الخضراء بحلول عام 2030 ووضع الإستراتيجية الوطنية للتحول في التعليم وبناء القدرات البشرية في الجمهورية العربية السورية.
وأضافت: يساهم في نشر مفاهيم التنمية المستدامة وأهدافها وزيادة الوعي البيئي وفهم القضايا البيئية وتعزيز القيم الأخلاقية وبناء جيل واعٍ في ظل التغيرات المناخية والتأثيرات السلبية للتلوث البيئي وضرورة تبني الممارسات المستدامة في المدارس والمجتمعات والتي تتطلب زيادة الوعي البيئي وتزويد المعلمين والمتعلمين بالمعارف والمهارات اللازمة لفهم القضايا البيئية وتشجيع السلوكيات المستدامة مثل إعادة تدوير النفايات واستخدام موارد الطاقة المتجددة وتعزيز الممارسات الخضراء في المدارس وهذا سيتم من خلال تضافر الجهود الجماعية والمشاركة المجتمعية من الوزارات ومديريات التربية ومديريات الشؤون الفنية والخدمية والمنظمات الدولية والمحلية للوصول لبناء جيل واعٍ بيئياً وقادر على مواجهة التحديات البيئية وتحقيق التنمية المستدامة.
وأشارت إلى أنه يتم الآن وضع دليل أنشطة عملية للمجالات الرئيسة يوضع من قبل فريق المركز الوطني لتطوير المناهج التربوية بالتعاون مع مؤسسة رياديو المناخ.
ولفتت غزولي إلى أهمية المشروع لتحقيق الشراكة المجتمعية والقيام بدور أساسي لتعزيز مفاهيم المحافظة على البيئة والتحول نحو مدارس خضراء، مبينّة أن مشروع التعليم الأخضر سيبدأ تجريبياً في مدارس بأربع محافظات هي: دمشق وريفها وحمص واللاذقية، لافتة إلى أهمية المدارس الريفية الموجودة في مديريات التربية وضرورة تعليم الأطفال ثقافة الاهتمام بالنظافة والبيئة وتعزيز جهود الاستدامة البيئية وغرس الإحساس بالمشاركة والمسؤولية.
من جهتها تحدثت رئيسة مجلس أمناء منظمة «رياديو المناخ السوريون» عن أهمية تفعيل دور الشباب بالعمل المناخي وتعزيز ثقافة محلية صديقة للبيئة والعمل للتحول الأخضر بالقطاعات المختلفة والاهتمام بالزراعة والغطاء النباتي.
وشملت الورشة عرضاً لرئيسة دائرة البحوث في المركز الوطني لتطوير المناهج حول دليل المشروع الوطني للتعليم الأخضر، وحواراً مفتوحاً حول أدوار المشاركين في المرحلة التجريبية للمشروع.
ويعد التعليم الأخضر من المفاهيم الحديثة الذي يرتبط بالجانب البيئي والتنمية المستدامة، ويهدف لزيادة الوعي البيئي لدى الطلاب وتنمية وتحسين مهاراتهم العقلية والاجتماعية لتوفير بيئة صحية ومستدامة وتعزيز ممارسة أنشطة صديقة للبيئة، ويتضمن المشروع الوطني للتعليم الأخضر إعداد دليل للمدارس يتضمن المعارف والمهارات والمفاهيم والقيم المتعلقة بالمدارس الخضراء وفق مجالات النفايات وقضايا المناخ والطاقة المتجددة وترشيد الاستهلاك والبصمة الكربونية والاستدامة والتكنولوجيا والتشجير.
كما سيتم تشجيع المدارس ضمن أربع محافظات لتنفيذ فكرة المدرسة الخضراء ثم تقييم التنفيذ وبيان التأثير والاختلاف على المدارس والمجتمع.
وشارك بالورشة عدد من مديري الإدارة المركزية بوزارة التربية ومديري التربية وممثلي وزارات الزراعة والشؤون الاجتماعية والعمل والإدارة المحلية والبيئة والهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان وعمداء كليات التربية بجامعات دمشق وتشرين والبعث وأعضاء المكاتب التنفيذية بمحافظات دمشق وحمص واللاذقية وممثلي منظمات UNDP وUNFPA وADRA والفاو ومؤسسة الأغا خان.
الوطن
