تجددت مطالب أهالي عدد من القرى في منطقة الشيخ بدر بإلغاء تصنيف مدارس قراهم كمدارس ريفية وإلغاء حصص التربية الزراعية من المناهج الدراسية للتعليم الأساسي كونها عديمة الجدوى ولا تتوفر فيها ابسط متطلبات هذا النوع من المدارس.. ويستغرب أهالي قرى (جوبة مجبر وبشمعة وبيت حجو) رفض وزير التربية لطلبهم والذي شرحوا من خلاله معاناة الطلاب وذويهم من طول الدوام وبعدم الجدوى من هذه المادة مطالبين بالأنصاف وعدم التمييز بين مدرسة وأخرى حيث تم إلغاء مادة الزراعة من بعض المدارس بينما لم يتم الاستجابة لمطالبهم المتكررة…
وبدورنا نقول… أن تجربة المدارس الريفية أثبتت فشلها الذريع في الكثير من المناطق.. عبر ابتعادها عن الأسس النظرية والأهداف التي أنشئت من أجلها.. حيث تحولت التربية الزراعية الموضوعة ضمن مناهج التعليم الأساسي للصفين الرابع والخامس إلى ما يشبه الصندوق الفارغ والمهمل والمحجوز له مساحة في غرفة ضيقة بدون أية فائدة أو جدوى تذكر.. فما المبرر من الاستمرار في المكابرة وإجبار التلاميذ على حضور ثلاث ساعات اسبوعياً.. فارغة من أي نشاط زراعي تعليمي مفيد.. وحتى الأرض الزراعية المناسبة غير متوفرة في الكثير من المدارس.. وبالتالي لا بد من إعادة النظر في هذا النموذج من التعليم.. وإذا كان هناك ضرورة للاستمرار في هذا النمط في التعليم الزراعي تنفيذا لمرسوم المدارس الريفية –كما يقول السيد الوزير- فمن الأفضل إعادة تصنيف وتوزيع المدارس وفق أسس صحيحة تأخذ بعين الاعتبار طبيعة المناطق التي تستوجب وجود مدرسة فيها وتوفير المقومات الزراعية الحقيقية، فليس كل مناطق الريف تصلح أن توجد فيها مدرسة زراعية أو ريفية.. والأفضل هنا التوجه نحو دعم وتشجيع الثانويات الزراعية والبيطرية وإيجاد فرص عمل للخريجين ولو عن طريق مشاريع زراعية انتاجية خاصة فيها إذا كان من الصعب توفير فرص عمل في الوزارات والمؤسسات والجهات العامة..
ملاحظة: الصور المرفقة هي الحقل المدرسة الريفي في مدرسة جوبة مجبر .. الحقل الاول القريب من المدرسة وهو بمساحة لا تتجاوز ال 15 متر مربع والثاني بمساحة اكبر ولكنه بعيد اكثر من 2 كيلومتر عن المدرسة وهو مهمل ومهجور كما يبدو في الصورة..