بعملية بحث بسيطة يجد المتابع عشرات وربما مئات الصفحات الطبية على موقع التواصل الاجتماعي “الفيسبوك” التي تحولت إلى مساحة لتبادل المعلومات والنصائح والاستشارات لتبدأ بعدها المهمة الصعبة وهي اكتشاف موثوقية ودقة هذه المنشورات.
وعبر رصد سريع يمكن فرز الصفحات الطبية بين صفحات يديرها أطباء أو مؤسسات صحية وأخرى مجهولة المصدر وفي الحالتين يتفاعل الجمهور عبر التعليق والمشاركة وطرح الأسئلة ودعوة الأصدقاء وأمام صعوبة ضبط تداول المعلومات ينصح خبراء باتباع توصيات من أجل متابعة موثوقة.
“النشر والتفاعل مع المتابعين والرد على أسئلتهم يحتاج إلى وقت طويل لكن من المفرح اكتشاف أنك أنقذت حياة مريضة عبر معلومة بسيطة قد تغيب عن ذهن الكثيرات “بهذه الكلمات اختصر اختصاصي أمراض النساء وجراحتها في حلب الدكتور امين قبنض تجربته مع صفحته الطبية على وسائل التواصل الاجتماعي.
ويبين الدكتور قبنض أن هدفه بالدرجة الأولى من إطلاق صفحة خاصة به على موقع “الفيسبوك” التوعية ولاسيما بأمراض يمكن الوقاية منها أو يساعد الكشف المبكر عنها في تقليل مدة العلاج وضمان نسب أعلى بالشفاء.
ومع تشابه الأهداف يختلف دافع الطبيب جوني حنين اختصاصي الأمراض القلبية والباطنية لتأسيس صفحة له وعن دافعه يقول: “لدي شغف بوسائل التواصل الاجتماعي وأقضي وقتا في تصفحها لذلك قررت أن أحول هذا الوقت لأمر مفيد للمجتمع وأنشر المعلومات التي أملكها لأكبر شريحة ممكنة”.
ويضيف حنين: أحاول من خلال صفحتي مشاركة بعض النصائح التي تقي من أمراض القلب لأنها أول أسباب الوفاة عالميا وتساعد في التصرف السليم بالحالات الاسعافية مشددا على أن المعلومات التي ينشرها تبقى في إطار التوعية بعيدا عن التشخيص والعلاج اللذين يذكر متابعيه دائما أنهما يتطلبان رؤية الطبيب والفحص السريري وربما تحاليل مخبرية وغيرها.
وفيما يضمن الأطباء دقة المعلومات التي تنشر عبر صفحاتهم تبقى المشكلة في النصائح التي يتبادلها المتابعون ضمن التعليقات والتي قد تكون غير صحيحة وهنا يوضح الدكتور حنين أنه يلاحق دائما هذه التعليقات ويحذف المتضمنة معلومات خاطئة.
ومن تجربته يوصي اختصاصي الداخلية والعصبية الدكتور مجدالدين الخطيب بضرورة متابعة ومشاركة المعلومات ذات المصدر الموثوق ويفضل اختيار الصفحات التي تخص أطباء مرخص لهم من وزارة الصحة ويؤكد “أنا مسؤول عن كل كلمة اكتبها واستند بها جميعا إلى مراجع موثوقة وضمن اختصاصي”.
ولعل أكثر المواضيع الطبية التي تتداولها صفحات الفيسبوك والانستغرام وغيرهما تتعلق بالتغذية وخفض الوزن في مشهد يسبب الضياع للمتابع حسب طبيبة الأسرة والتغذية الدكتورة ميساء سعيد.
وسعيد التي أطلقت صفحتها على أحد مواقع التواصل الاجتماعي لتتواصل مع مرضاها ترى أن بعض هذه المواقع أصبحت مصدرا كبيرا للمعلومات الخاطئة والحل الوحيد أن يتابع الشخص الطبيب الذي يعرف مؤهلاته العلمية.
وعن إمكانية ضبط المعلومات الطبية على مواقع التواصل الاجتماعي يرى نقيب أطباء دمشق الدكتور يوسف أسعد: “أنه أمر مستحيل فالنشر حرية شخصية لكن كل شخص مسؤول عما ينشره ويبقى على المتابع امتلاك وعي يحميه من الخداع”.
بانوراما طرطوس -سانا