تقول إحدى الصيدلانيات : إنها لم تكن تبيع من المكملات الغذائية أكثر من عبوتين شهرياً، وذلك في الفترة ماقبل الأحداث، خلافاً لما بعدها، حيث ازدادت المبيعات لتصل إلى عدة عبوات يومياً، وتعود الأسباب «حسب رأيها» إلى الاعتقاد السائد بأنها تعوض نوعاً ما عن سوء ورداءة نوعية الغذاء، والغش الحاصل في أغذية رئيسة كالأجبان والألبان وغيرهما.
وعزت صيدلانية أخرى هذا الإقبال المتزايد على شرائها «رغم ارتفاع أسعارها مقارنة بضعف القوة الشرائية» إلى كثرة العروض والإغراءات المقدمة إلى الصيادلة والأطباء من قبل الموزعين ومندوبي معامل الدواء ومستودعاته، مايجعل الصيدليات مملوءة بالكثير من هذه الأصناف،ومايدفع العديد من الأطباء إلى تضمين وصفاتهم الطبية مثل هذه المكملات والفيتامينات. بينما تنوعت آراء المتناولين لهذه المتممات، سواء مرضى أو أصحاء، منهم، من لم يعد مطمئناً إلى مايأكله سواء من حيث سوء النوعية والغش، أو من حيث عدم مراقبة ماتقدمه الأسواق من مأكولات لم تكن موجودة قبل الحرب مثل أنواع البطاطا الشيبس غير المغلفة المنتشرة بكثرة، إضافة إلى انتشار التلوث بشكل غير مسبوق، وازدياد الضغوط التي يرزح تحتها المواطنون وما يستتبعها من الإصابة بالشدة النفسية والاكتئاب، ومنهم من يريد التعويض عن نقص التغذية السائد بسبب الغلاء وارتفاع أسعار المواد الغذائية وعدم توافر السيولة، حيث أصاب الغلاء اللحوم والخضروات والفاكهة ومشتقات الحليب، ماحرم المائدة السورية من التنوع الغذائي، لهذا وكمحاولة للتعويض، يلجؤون إلى العقاقير المكملة، حيث يقبل الكثيرون على تناول الحديد والكالسيوم وفيتامين D. أما فئة «المعترّين»، فهم لايفكرون إطلاقاً بهذه المكملات، لأنهم بالكاد يأكلون الأصناف الفقيرة غذائياً. عن ذلك، قالت مديرة الرقابة الدوائية في صحة حمص د. لينا حداد: ضَعُفت الأجساد، وتراجعت الصحة العامة لدى السوريين خلال الأعوام القليلة السابقة، فعلى سبيل المثال ازدادت حالات نقص الكلس، وفقر الدم، وأصابت بعض الأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر «مثل اعتلال الشبكية وارتفاع نسبة الشحوم في الدم» أشخاصاً غير متقدمين في السن، وكثرت أمراض الأوعية حتى بين الفئات الشابة، لهذا لجأ الكثيرون لهذه المتممات أو المكملات الغذائية مثل الحديد والمغنزيوم وزيت السمك والأوميغا وغيرها، كعلاج إضافي أو للوقاية، لكن عشوائية تناولها لها محاذيرها، فهي أولاً وأخيراً مركبات دوائية، لها أضرارها مثلما لها فوائدها «حتى ذات المنشأ النباتي بما تحتويه من سواغات لازمة لعمليات التصنيع، إضافة إلى النكهات والمواد الحافظة والملونات» ومن تأثيراتها الجانبية على سبيل المثال: اضطرابات هضمية، وتأثر وظائف الكلى والكبد، لهذا الأفضل والأسلم ألا تؤخذ إلا بمشورة طبية وبناء على حاجة المريض وحالته الصحية مثل عدم إصابته بمرض أو التهاب كبدي وغيره. منوهةً بأن ازدياد الكميات المعروضة منها في الصيدليات، يعد عاملاً آخر وراء ازدياد الإقبال عليها.
بانوراما طرطوس – تشرين