أكد سفير جمهورية الصين الشعبية فى دمشق فيونغ بياو أن حكومة بلاده تبذل قصارى جهدها للسيطرة على انتشار فيروس كورونا وخفض معدل الوفيات باعتباره أولوية، لافتاً الى أن بلاده تتواصل مع سفارة سورية فى بكين لضمان سلامة السوريين المقيمين فى الصين.
وشرح خلال مؤتمر صحفي عقده أمس في مقر السفارة بدمشق إجراءات بلاده للسيطرة على انتشار فيروس كورونا إلى إجلاء 27 سورياً من مدينة ووهان عبر الخطوط الجوية الايرانية واجراء الفحوص اللازمة لهم قبل عودتهم الى سورية، مؤكداً اتخاذ إجراءات احترازية خاصة بموظفي السفارة القادمين من بكين إلى دمشق، مشيراً إلى تنسيق حكومة بلاده الدائم مع سفارة سورية فى بكين للاطمئنان على صحة الجالية السورية.
واوضح أنه حتى يوم الثاني من شباط الجاري عاد واحد وستون شخصاً بينهم واحد وعشرون صينياً والباقي سوريون يخضعون للمراقبة والفحص الدقيق يومياً.
وذكر أن عدد الحالات المؤكدة في أنحاء الصين كافة وصل إلى 24386 حالة لتاريخ أمس، والمشتبه بها 23260 حالة، وبلغ عدد الحالات التي تماثلت للشفاء 937 حالة، كما وصل عدد حالات الوفاة جراء الفيروس 992 وفاة، ووفقاً للمعلومات المتوافرة بين أن فترة الحضانة للفيروس تتراوح بين 2 و14 يوماً، الأمر الذي زاد صعوبة الوقاية منه والسيطرة عليه، مضيفاً أنه لم يُكشف حتى الآن الدواء الفعال المضاد لمسبب الوباء، فالعلاج يتم بطريقة العزل والعلاج الداعم بشكل أساسي.
نُظم اختبار الفيروس
وبيّن أن المركز الصيني لمكافحة الأوبئة كشف أن الفيروس هذه المرة نوع جديد من فيروس كورونا الخفافيش، غير أن طريقة الانتشار لهذا الفيروس لم تُحدَّد بعد، وسلط الضوء أنه تم إرسال فرق توجيهية إلى مقاطعة هوبي وغيرها من المناطق التي تشهد انتشاراً خطيراً للوباء، كما أنه تم في الثامن من الشهر الماضي، أي بُعيْد تحديد فيروس كورونا الجديد كمسبب الوباء، بدأت على الفور بتطوير نظم اختبار الفيروس وتعزيز الجهود في البحث عن المصابين.
تجاوز إجمالي حالات الشفاء عدد الوفاة
واكد أنه وبالرغم أن وضع الوباء ما زال خطيراً، غير أن الإجراءات التي تتخذها الصين تولد نتائج إيجابية لغاية اليوم، وقد تجاوز إجمالي حالات الشفاء عدد الوفاة، وتم احتواء زخم انتشار الوباء داخل الصين وخارجها، حيث تدل هذه الحقائق بجلاء على أن الوباء قابل للوقاية منه وقابل للعلاج وقابل للسيطرة عليه مع وجود العزيمة الكاملة والثقة التامة والإمكانية الكافية لهزيمة الوباء في يوم مبكر.
إجــراءات حـازمـــة وقـــويـــة
وفي إطار تعزيز التعاون الدولي لمكافحة الوباء بين السفير فيونغ بياو أن الصين سجلت رقماَ قياسياَ جديداَ في سرعة تحديد الفيروس الجديد، إذ أنها تمكنت خلال أسبوع فقط من تحديد مسبّب الوباء وتقاسم التسلسل الجيني مع منظمة الصحة العالمية والدول الأخرى، حيث تم إبلاغ منظمة الصحة والدول ذات الصلة ومناطق هونغ كونغ وماكاو وتايوان بحالة الانتشار فوراً وتقاسم المعلومات الفنية معها، بما فيه التسلسل الجيني الكامل لبعض السلالات، مشيراً إلى أن منظمة الصحة العالمية أكدت أن الإجراءات التي تتخذها الصين حازمة وقوية، مشيدة بالمساهمة المهمة التي قدمتها الصين لمنظمة الصحة العامة العالمية، كما أعلنت المنظمة وباء فيروس كورونا الجديد حالة طوارئ الصحة العامة محل الاهتمام الدولي.
وأوضح أن لدى المنظمة الثقة التامة بالصين في هزيمة الوباء، وأن الكثير من الإجراءات الوقائية التي تتخذها الصين أفضل بكثير من طلب (اللوائح الصحية العالمية) وتوصيات منظمة الصحة العالمية، ويشكل نموذجاً جديداً لدول العالم في الوقاية من الوباء والسيطرة عليها حسبما أكد المدير العام للمنظمة، كما أنها لا تحبذ بل ترفض فرض حظر السفر والتجارة على الصين.
وذكر السفير الصيني أنه بعد اندلاع الوباء تجاهلت بعض الدول توصيات منظمة الصحة العالمية واتخذت إجراءات مثل إجلاء الرعايا من مدينة ووهان وإصدار حظر السفر للصين وتقييد تبادل الأفراد، حيث اتخذت الولايات المتحدة الأميركية إجراءات صارمة لمنع دخول الصينيين إلى أميركا ومنع التبادل التجاري وهذا لا يتفق مع لوائح ونظام منظمة الصحة العالمية ويعارضه بشدة.
تقديم الشكر لسورية
وتوجه السفير الصيني بجزيل الشكر إلى سورية قيادة وشعباً على وقوفها الإيجابي بجانب الشعب الصيني لتجاوز هذا الوباء والقضاء عليه والحصول على الدعم من وزارتي الخارجية والصحة، موضحاً أنه وفقاً للتقييم الموضوعي والعلمي للوضع الحالي، لا ضرورة لردود فعل مفرطة، ولا حاجة لاتخاذ الإجراءات التقييدية المذكورة، إذ إن الوباء قابل للوقاية منه وقابل للسيطرة عليه وقابل للعلاج.
الثورة