يقع تل الحميدية الأثري على الضفة اليسرى لنهر جغجغ، ويبعد نحو ٦٥كم شمال شرق محافظة الحسكة، وعملت فيه بعثة أثرية سويسرية بإدارة الباحث الدكتور ماركوس ويفلر، وقد ورد في نصوص «إبلا» الاسم القديم للموقع «تائيدو».
وتعود أهمية الموقع الجغرافي للتل لأنه كان ملتقى الطرق التجارية في الألف الثاني ق. م، وكان يربط بين بلاد آشور والبحر المتوسط وطريق آخر من منطقة الخابور إلى آسيا.
وأكدت النتائج الأثرية أن التل مر في عدة مراحل استيطانية حضارية، وهي: الأكادية، البابلية القديمة، الميتانية، الآشورية، الهلنستية، الرومانية والإسلامية.
وتم اكتشاف قصور وشرفات ومبانٍ وسور المدينة العظيم بارتفاع نحو ٦م وعرض نحو ٢١م، كما تم اكتشاف أختام ورقم مسمارية أكادية، وكتابات مسمارية تأسيسية للملك تيكولتي نينورتا الثاني، وشلمناصر الثالث، وأشكال لأقدام بشرية مصنوعة من الطين تعود للفترة الميتانية.
ويذكر أن منطقة المدينة في الفترة الميتانية سميت «منطقة القصر»، حيث تم العثور على قصرين، وكان للمدينة طرق بعدة اتجاهات نحو: كاخات (تل بري) من الجنوب الغربي وإلى مملكة قطْنه (تل المشرفة – حمص) من الشمال الشرقي، وإلى شباط انليل (تل ليلان)، وأكدت الدراسات أن مدينة «تائيدو _ الحميدية» من أكبر المدن التي تشابه وتقارن بمدن الفترة الآشورية الحديثة في بلاد الرافدين كمدن «كلخو»، و«نينوى».