بعد ارتفاع أسعار المستلزمات الزراعية من بذار وسماد ونايلون وحديد ومازوت التدفئة باتت تكلفة البيت البلاستيكي لزراعة البندورة _مثلا_ يقدر ب ٢ ونصف مليون ليرة سورية وفق تقديرات احد الفلاحين ، وذلك بسبب تحكم التجار بوفرة المواد وأسعارها ، فكانت دائما مطالبات الفلاح تنصب على ضرورة نزول وزارة الزراعة كمنافس وبيع هذه المستلزمات الزراعية بأسعار منافسة ودعم الفلاح للحصول على المنتجات الزراعية بأسعار مقبولة أمام المواطن ، ولكن هذه النداءات لم تلق استجابة وبقيت الاسواق وتجارها اللاعب الأساسي في تأمين هذه المستلزمات وتسعيرها .
وخير مثال على ذلك ، فرع الشركة الأهلية لصناعة الرقائق البلاستيكية بطرطوس وهي الشركة المصنعة لرقائق البلاستيك الخاص بالبيوت المحمية كقطاع عام وتتبع لوزارة الصناعة ، والتي اقفلت ابوابها لتتحول الى عبارة عن بضاعة في صالة بيع في احدى حارات طرطوس باعتبارها تتبع للمؤسسة العامة للصناعات الغذائية ، حيث تتوافر الرقائق مع علب رب البندورة واكياس الزعتر والاجبان وغيرها التي تنتجها هذه المؤسسة.
ولكن ليس من المستغرب ذلك وهي تعاني من تخبطات في العمل والتسعيرة والتنظيم ، حيث أكد رئيس الصالة قصي اسبر ان الرقائق موجودة وبمواصفات ممتازة ، ولكن احجم الفلاح عن شرائها نتيجة انه منذ عدة اشهر وتحديدا في الشهر السابع هذا العام طرحت الشركة تسعيرة كل كغ من الرقائق ب ٣٦٠٠ ليرة وشكل منافس قوي فتدفق الفلاحين على الشراء وبأعداد كبيرة عن طريق اتحاد الفلاحين بحيث يقدم الفلاح اوراقه المطلوبة ليحصل على الكمية التي يريدها ولكن هذا الكلام الجميل وفق اسبر لم يستمر سوى يومين حيث قطعت الشركة الاهلية البضاعة عن الصالة التي فرغت من الرقائق ودون سابق انذار ، لتأتي البضاعة الجديدة بسعر ٤٣٠٠ ليرة للكيلو غرام ، فرفض الفلاح شراءها باعتبار ان القطاع الخاص يبيعها بسعر اقل ، ولكن بعد تواصل مع وزارة الصناعة وعدة مطالبات بضرورة تخفيض السعر ، صدرت التسعيرة الاخيرة منذ شهر ب /٣٨٥٠/ ليرة للكغ ، ولكن وفق ما أشار اسبر كان الوقت قد فات واتجه الفلاح نحو القطاع الخاص لان موسم تجهيز البيوت المحمية قد بدأ ، اي توقف استجرار البضاعة كانت تمهيدا لرفع أسعارها علما انها اصبحت اقل من القطاع الخاص الذي يبيع الكغ ب ٤٥٠٠ للنايلون الحراري الذي تصنعه الشركة الان ب ٣٨٥٠ ليرة وبسماكة /١٨٠_٢٠٠/ ميكرون وكفالة سنتين.
اتحاد الفلاحين بطرطوس أوضح انه راسل الاتحاد العام للتواصل مع وزارة الصناعة وتم تقديم طلب لتخفيض اسعارها ومنافسة القطاع الخاص ، ولكن لم يرد اي رد حتى الآن.
بدوره مدير المصرف الزراعي بطرطوس قصي عبد اللطيف أشار الى ان القروض الزراعية بمعظمها اليوم قروض تمويل إنشاء بيوت محمية ولكن لم يرد اي قرض للشراء من الشركة الاهلية للرقائق البلاستيكية ، منوها انه منذ شهر دخلت المؤسسة الوطنية للتنمية كقطاع عام في هذا المجال ولكن لم يرد اي قرض للشراء عن طريقها ، لافتا الى ان الفلاح أكد ان سعر لفة النايلون في القطاع العام اغلى من الأسواق وتحتاج الى اوراق وثبوتيات كثيرة واجراءات روتينية فأحجم الفلاح عنها لان الوقت لم يعد يسمح .
واخيرا لابد من الإشارة الى ان من يريد ان يدعم الفلاح عليه ان يبيع المنتج إما بسعر التكلفة او اقل ، ولكن يبدو أنه لا قرار استراتيجياً الى اليوم بذلك وإلا لكانت تضافرت جهود كافة الوزارات لتحقيق ذلك
بانوراما سورية-الثورة اون لاين