بانوراما طرطوس- غوستينا سليمان:
ينظر الكثير من الآباء والأمهات إلى أولادهم المراهقين والمراهقات على أنهم مصدر للإزعاج وتعكير صفو الحياة وهذه النظرة ليست بعيدة عن الواقع في غالب الأمر ولكن علينا أن نضع بالاعتبار نقطتين هامتين:
أولًا: هي أن معظم مشكلات المراهقين والمراهقات هي نتاج مرحلة المراهقة أي إنها تزول بزوالها لكن التثقف في كيفية التعامل معها يساعد على تخفيف وطأتها وعلى عدم تحولها من شيء عابر ومؤقت إلى شيء دائم ومستمر.
الثانية: هي أن خبرة معظم الأهالي بالتفريق بين ما هو طبيعي من سلوكيات المراهقين وما هو غير طبيعي أو مشكلة ضعيفة للغاية وهذا يعود إلى أن معظم الأسر لا تملك الحد المطلوب من الثقافة التربوية كما يعود إلى أن الأسر الملتزمة والراقية تكون نحو مشكلات أبنائها عالية جدًّا ولهذا فإنها تنزعج انزعاجًا شديدًا من بعض تصرفات أبنائها غير اللائقة على حين أن الأسر الأخرى لا ترى في ذلك شيئًا يستحق التوقف والتكدر ولكن في مقاربة أولية نقول: إن السلوك يصبح مشكلًا إذا تكرر على نحو غير مألوف أو كان في نظر معظم الناس يعد شيئًا خطرًا أو لا يمكن السكوت عليه.
المراهقة مرحلة من أدق وأهم المراحل التي يمر بها الإنسان وليست مشكلة ولكن نظرًا لطول تلك المرحلة والتغيرات التي تصاحبها على كل جوانب الشخصية يتخوف منها البعض ويتصورها كمشكلة.
*مواجهة المشكلة وعلاجها
كيفية مواجهة هذه المشكلة هو لابد من فهم مطالب المراهقة و الجوانب النفسية للمراهق و أشباع هذه الحاجات و لابد من ايجاد الظروف الاسرية والبيئية السليمة حتى لا يشعر المراهق بضيق من هذه البيئة فيهرب منها و قد يجد فى بيئة المدرسة أو جماعة الرفاق من يشبع حاجاته النفسية ويقدره فيجد خارج الاسرة ما لا يجده فى الاسرة..
فلغة الحوار مطلوبة فى هذه السن والمعاملة الحسنة و المعاملة على أساس أن الشخص الذى أمامك هو مدرك وواعى لما يدور حوله… فقط يحتاج الى توجيه و ارشاد.
فواجبنا نحن كقادة لهذه المرحلة المحافظة على هذا المراهق حتى يتجاوز هذه المرحلة دون اى عراقيل وتوجيهه ليكون مواطنا صالحا يخدم نفسه ووطنه ..