بانوراما سورية- عبد العزيز محسن:
أكد مدير مكتَب الحمضيَّات في وزارة الزراعة المهندس سهيل حمدان أن بعض بساتين الحمضيات في الساحل السوري تشهد حالياً ظاهرة جديدة كلياً وملفتة للنظر بشكل كبير ولم تحصل من قبل بهذه النسبة وفي جميع المناطق المزروعة بالحمضيات، وإن كان ظاهرها الجميل كالأزهار البيضاء الناصعة وحركة النحل الجيدة لجمع الرحيق وحبوب الطلع منها ورائحة أزهار الحمضيات التي تملأ البساتين، إلا أنها تخفي الكثير من المشاكل والفرضيات التي قد تهدد المواسم الزراعية عموماً والحمضيات خصوصاً خلال الفترة القريبة القادمة على أقل تقدير.
وأضاف المهندس حمدان أنه يمكننا الجزم بأن التغيرات المناخية الفريدة التي شهدتها وتشهدها حالياً المناطق الساحلية هي السبب في كثير من التهديدات التي قد يتعرض لها الواقع الزراعي بشكل عام، فما شهدته الظروف المناخية في الساحل السوري من تغييرات استثنائية خلال العام الماضي بدءاً من الشتاء الدافئ والطويل حتى شهر أيار 2020 والارتفاع الكبير بدرجات الحرارة الذي تجاوز المعدل بـ 15 °م درجة وما رافقها من رياح جافة، وما تبعه من ظروف قاهرة خلال آب وأيلول وتشرين الأول والثاني سببت الكثير من الخسائر نتيجة الحرائق بالحراج والغطاء النباتي وبساتين الزيتون والحمضيات، واستمر الطقس الغريب غير المعتاد خلال الفترة الحالية، فمنذ منتصف شهر كانون الأول 2020 وحتى الآن والجفاف وانحباس الأمطار يسيطر على المنطقة ولا تتجاوز الرطوبة الجوية 50% والحرارة أعلى من المعدل العام بأكثر من خمس درجات مئوية، ولا نعلم ما يخبئ لنا المستقبل أو ما سينتج عن كل ذلك.
وونوه مدير مكتب الحمضيات بأنه طالما أننا لا نستطيع فعل شيئاً، فعلى الأقل علينا إدراك مدى خطورة هذا الأمر على المستقبل القريب والبعيد من خلال الاستمرار بالمراقبة لتقييم النتائج، ومن المهم تخصيص الجزء الأكبر من الأبحاث المشتركة بين جميع الجهات الحكومية المعنية لتقييم ما يحصل على أسس علمية دقيقة وبإمكانيات وتقنيات حديثة قدر الإمكان تراعي الآثار الزراعية والبيئية والاقتصادية والجغرافية وحتى السياسية.
بالنسبة للحمضيات المزهرة حالياً:
– هل ستعقد الأزهار؟
– العقد الناتج هل سينمو ويتطور ليصبح ثمار؟
– الثمار الناتجة هل ستحمل مواصفات النكهة والطعم واللون والجودة المطلوبة؟
– ماذا سيحصل لموسم الإزهار الطبيعي الذي يحصل طبيعياً في شهر آذار؟
– ماذا سيحصل للنموات الخضرية الغضة في حال خسارتها بسبب البرد القادم؟
– ما تأثير كل ما سبق على المواسم القادمة؟
– و و و و.. وغيرها الكثير من الأسئلة التي لا يمكن التنبؤ بمعظمها.
كثير من دول العالم دقت ناقوس الخطر لمواجهة المخاطر الناتجة عن التغيرات المناخية، وعلينا أن نفعل، فالخطر آت لا مفر منه.
*هامش:
نضم صوتنا لصوت مدير مكتب الحمضيات لإعطاء الموضوع أهمية خاصة من وزارة الزراعة ومراقبة الظاهرة والبحث عن الحلول المناسبة لتخفيف الخسائر قدر الإمكان وإيجاد البدائل في حال استمرت الظاهرة لا سمح الله..