تخطى إلى المحتوى

العودة للأسرة طريق أساسي للتعافي من تداعيات الحرب

تداعيات الحرب الإرهابية والحصار الاقتصادي الذي طال مختلف أوجه الحياة في سورية لم يستثنيا الجوانب الاجتماعية وبنية الأسرة وروابطها في وقت يقول فيه الخبراء أن العودة للأسرة طريق أساسي نحو التعافي من الحروب والأزمات.

وبهدف إنعاش الوعي الفردي والجماعي بالمكانة الأساسية للأسرة واستنهاض دورها في مجال التعافي أتت الحملة الوطنية لأيام الأسرة السورية التي أطلقتها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل مؤخراً بالتعاون مع الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان كجزء من اهتمام الدولة السورية برعاية وحماية الأسرة وتعزيز صمودها في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والفكرية التي فرضتها الحرب.

معاون وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتور وائل بدين أكد ضرورة تعزيز الوعي الفردي والجماعي بالمكانة المحورية للأسرة كحاملة لقضايا المجتمع ولا سيما بالوقت الراهن نتيجة المفرزات السلبية التي خلفتها الحرب على المستوى الاجتماعي والتي تحتاج معالجتها إلى مسار طويل وجهود جامعة للحد من الظواهر السلبية.

ووفقاً لبدين خلال لقاء حواري مع عدد من الإعلاميين قبل أيام فإن الحملة التي انطلقت بداية آذار الجاري الذي يحتفل به باليوم العالمي للمرأة وعيد الأم وتستمر حتى الـ 15 من أيار القادم بالتزامن مع اليوم العالمي للأسرة تتضمن مجموعة أنشطة تنفذ بشكل تشاركي بين مختلف القطاعات وفي مجالات ثقافية وإعلامية وتعليمية وتوعوية واقتصادية وبيئية.

ومع منعكسات الحرب والحصار الاقتصادي تعرضت الأسرة في السنوات الماضية لتحديات قد تكون أشد خطورة تمثلت في التيارات الفكرية والقيم الهدامة التي تناقض القيم الإنسانية ومنظومة مجتمعنا الأخلاقية والتي يروج لها ولا سيما عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ومن الأنماط المعيشية التي تروج لها الليبرالية الحديثة وهي نمط وصلت إليه المجتمعات الغربية التي انطلقت من كون الفرد هو المدخل إلى المجتمع حسب رئيس الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان الدكتور أكرم القش الذي اعتبر أنها فكر لا يتناسب مع مجتمعاتنا الشرقية والعربية تحديداً فقوة مجتمعاتنا في الأسرة كما أن المجتمعات التي تنتهج السلوك الفردي الليبرالية تعود في الأزمات والحرب للسلوك الجماعي لعدم إمكانية الخلاص من أي مشكلة بشكل فردي.

ولفت الدكتور القش إلى أن الدول الغربية التي طبقت الليبرالية تعرضت مجتمعاتها لمشاكل مختلفة وظهرت فيها ازمات نفسية وسلوكيات مريضة منها الانتحار والحاجة الكبيرة للدعم النفسي للفرد مبينا أنه في بداية الحرب على سورية اتجه الافراد الى الروابط الاسرية واستقطاب افرادها ولا بد من تعزيز ذلك خلال هذه المرحلة والعمل بشكل جماعي وليس باتجاه المصلحة الفردية.

وحسب القش فإن الحملة التي أطلقتها وزارة الشؤون الاجتماعية بالتعاون مع الهيئة تنطلق من ضرورة الابتعاد عن المصلحة الفردية بشكل مباشر بحيث تكون مصلحة الفرد في إطار الأسرة بشكل تكاملي لتحقيق مصلحة المجتمع مؤكداً أن المجتمع السوري يكون بخير عندما تكون الأسرة بخير والفرد بخير ضمن أسرته ومجتمعه.

إيناس سفان

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات