تخطى إلى المحتوى

لا وقت للعيد..

*خير الله علي:
كيف يكون هناك وقت للعيد وسط كل هذا الخراب ؟
وسط كل هذا الحيف والعوز الممتدين كليل دامس على مساحة حياتنا ؟ كيف يمكن أن يكون هناك وقت للعيد وباطن الأرض لم يعد يتسع لكل هذا الأحمر القاني ؟ لقوافل الشهداء ؟ للإمهات الثكلى ، للآباء الحزاني ، الذين يلحقون أبناءهم كمدا وقهرا الى متسع آخر ؟
كيف يكون للعيد معنى وبهجة بعدما تصبح حياة الناس نهبا في بطون الحيتان ؟ عندما تغزو الشطآن الطيور المهاجرة ؟ وعنما يبتلع البحر ماتبقى ؟
(لا وقت للعيد ) رواية واقعية من نمط مختلف عن مرحلة حزينة عاشها السوريون سنوات طوال قاسية ، لم يبق فيها نوع ولا شكل من الألم لم يشاهدوه ويتذوقوا طعم علقمه .
في هذا الكتاب وهو الثاني للصحفية والكاتبة سعاد سليمان بعد كتابها الأول (نور ونار )سيجد القارئ أنواع الكتابة الأدبية والصحفبة المختلفة والمتنوعة ، من القصة القصيرة الى المقالة الى الزاوية الصحفية الى التقرير، ولكن ما إن يصل الى الصفحة الأخيرة حتى يشعر أنه قرأ رواية ، رواية كاملة عن قاع الحياة ، عن مأساة ، عن محنة مريرة ، زمانها من 2011حتى 2020 ومكانها حمص ، طرطوس ، وأحيانا الوطن كله ، أما أحداثها فهي تداعيات هذه الحرب المهلكة ، التي أكلت الأخضر واليابس .
رواية ، المكان الأبرز فيها هو الشارع ، حيث تلتقط كاميرا عين الكاتبة تفاصيل التفاصيل في كل رصيف ، وعند كل زاوية ، بمهارة المصورة المحترفة ، وبراعة الكاتبة لغة وعبارة ، واحساس الانسانة المتألمة لكل ما تراه .
هكذا ، سيبقى الادب والفن الأكثر صدقا في كتابة التاريخ ، وتوثيق ما جرى ويجري وما سيجري على مر الزمن . 

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات