تخطى إلى المحتوى

بين رمضان 2020 ورمضان 2021 هل عادت الحياة إلى طبيعتها؟

طرطوس-رنا الحمدان:

لا ينسى سكان طرطوس كيف مر رمضان 2020 وجملة (صلوا في بيوتكم) التي كانت المآذن تنادي وحالة القشعريرة التي كانت تنتاب من يستيقظ وقت صلاة الفجر حيث لا صوت إلا صوت المآذن التي تكبر وتدعو الناس للصلاة في بيوتهم مع القلق والحزن بأن تستمر الحياة بتلك الطريقة، أما هذا العام ورغم ازدياد عدد الإصابات فقد تم اتباع إجراءات أقل صرامة في شهر رمضان الحالي وبات الناس يحاولون متابعة حياتهم اليومية مع الحفاظ على صحتهم ما أمكن رغم الصعوبات المعيشية والتدهور الاقتصادي الجائر في البلاد، وفيما أعادت وزارة الأوقاف السماح بصلاة التراويح في المساجد باشرت بعض المساجد بطرطوس منذ بداية الشهر الفضيل بالدعوة لختم القرآن عبر مجالس يومية بعد الإفطار كما عاد صوت الأناشيد والتراتيل التي تسبق وقت أذان المغرب بحوالي نصف ساعة، فيما يستعد البعض للاعتكاف في المسجد خلال العشرة أيام الأخيرة من رمضان وعن هذا الطقس يخبرنا السيد محمد أبو عيسى من حي البرانية بأن الأهالي قد اعتادوا تقديم الطعام والشراب للمعتكفين في مسجد المنصور الموجود في الحي وعادة يعتكف الرجال الكبار في السن حيث يقل توجه الشباب لممارسة هذه السنة النبوية، فيما يقضي المعتكف أيامه بالتعبد وتلاوة القرآن ولا يخرج من المسجد إلا في حالة الضرورة القصوى، وفي عودة لأصل هذا الطقس تبين بعض المصادر بأن الاعتكاف كان عبادة قديمة موجودة في الأمم التي سبقت الإسلام منذ عهد أبي الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام حيث يقول الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخَذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) أما في جزيرة أرواد فيشير السيد فايز بيازيد البحار المتقاعد بأن طقوسها الرمضانية لا تختلف عن غيرها من المناطق إلا بالمزيد من طقوس الألفة والفرح بهذا الشهر الفضيل حيث تسعى المحلات الموجودة في الجزيرة لتأمين معظم ما يحتاجه الأهالي فيما ينزل البعض لشراء ما لا يتوفر من طرطوس ، ويتابع الأهالي طقوس الأكلات والمشروبات الرمضانية وتبادل السكبات والصلاة في مسجد القلعة بالجزيرة طيلة أيام الشهر الفضيل..

وبالعودة لحي الواجهة الشرقية من الكورنيش البحري المهمل والفقير منذ أكثر من ربع قرن فتكفي جولة صغيرة قبل ربع ساعة من الإفطار لتشم رائحة البخور العابقة من معظم المنازل و المترقبون صوت المدفع من شرفات منازلهم والأهالي الذين ينادون لأطفالهم للعودة إلى المنزل لتناول الطعام، أما صديقتي هدى فتمسك بهاتفها لتتصل بشقيقتها لتخبرها بأن وقت الإفطار قد حان حيث لا يصل لمنزل شقيقتها المقيمة في دوير الشيخ سعد صوت المدفع او الجامع، وبمناسبة هذا الحديث تتذكر هدى أن جدها كان ينتظر على السطح غياب الشمس في قريتهم التابعة للشيخ بدر حتى يبشرهم بموعد الإفطار حيث لم يكن هناك وسائل أخرى للتأكد غير تلك الطريقة مؤكدة أنها تحافظ على الصيام وتعتبر هذا الشهر ضيف رحوم وجميل يمر بسرعة ويذكرها بأيام طفولتها وقريتها ووالديها رحمهما الله..

بانوراما سورية-الوحدة

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات