تضاعف أعداد الأطباء الوافدين إلى محافظة طرطوس كونها محافظة آمنة أكثر من غيرها، هذا الأمر أدى إلى توافد عشرات، بل مئات الأطباء من مختلف الاختصاصات الطبية، وبدؤوا بممارسة المهنة بشكل عشوائي وغير منظم، حيث كثرت العيادات غير النظامية المخالفة للقوانين النقابية والطبية!.
نقيب الأطباء في طرطوس رفيق محسن لم يخف قلقه من تنامي هذه الظاهرة، مؤكداً أن كثرة عدد الأطباء وتوافدهم بأعداد كبيرة يعدّ من أبرز الصعوبات التي تواجه النقابة بشكل خاص، والمحافظة بشكل عام، إلا أنه وتقديراً للظروف الإنسانية لهؤلاء الأطباء -يقول محسن- يتمّ التغاضي عن قضية التنظيم النقابي، عسى أن يكون وجودهم مؤقتاً ومن ثم يعود كل طبيب إلى محافظته.
مشكلات الصندوق!
محسن في لقاء “البعث” معه وجد الفرصة مناسبة للبوح بكم الصعوبات والمشكلات التي يعاني منها فرع النقابة بطرطوس، وخاصة لجهة المهنة والصندوق المشترك، فالموضوع طرح أمام الجهات الوصائية كوزارة الصحة ورئاسة مجلس الوزراء، ويتخلص في أن بعض المؤسسات كالمرفأ والمصفاة ومعمل الاسمنت والمحطة الحرارية والخطوط الحديدية يلزمون العاملين لديهم بإجراء العمليات الجراحية حصراً في مشافي الدولة وأن صفة الإلزام هذه تعتبر مخالفة لنظام الصندوق المشترك المعمول به في كافة المحافظات منذ عشرات السنين، لذلك نطالب بإنصاف الطبيب والنقابي بهذا المجال، ونقترح أن يترك للعامل حرية الاختيار بين مشافي القطاع العام والمشافي الخاصة حسب نظام الصندوق المشترك، مع العلم أن ذلك كله يندرج تحت سقف القانون المعمول به منذ عشرات السنين، كما أن إلزام العاملين في مؤسسات الدولة لإجراء التصوير والجراحة في مشافيها يتسبّب بخسارة كبيرة لصندوق النقابة ولعمل الطبيب في القطاع الخاص.
مزاجية شركات التأمين
وشكا محسن من الإشكاليات مع شركات التأمين فيما يخص عدم الالتزام بالاتفاق المبرم بين نقابة أطباء سورية والهيئة العامة للإشراف على التامين ، موضحاً أن هناك عدم التزام من شركات التأمين بتسعير الوحدة الطبية حسب وزارة الصحة، بل إنهم يسعرون الوحدة الطبية في المشافي الخاصة بشكل غير متساوٍ وحسب مزاجهم، بالإضافة إلى أن هذه الشركات تتأخر في دفع التزاماتها المالية للطبيب والصيدلاني حتى أصبح بعض الصيادلة والأطباء يرفضون استقبال العامل الذي يحمل بطاقة تأمين، كما أن شركات التأمين تلغي اشتراك العديد من الأطباء لأسباب تجهلها النقابة ودون التنسيق أو سؤال النقابة، وهو ما يعتبر مخالفة للاتفاق الموقع بين النقابة المركزية وهيئة الإشراف على التأمين.
الأولوية للإسعافي
وطالب نقيب الأطباء بتعديل التسعيرة الطبية نتيجة الارتفاع الجنوني للأسعار فهناك بعض الحالات المحلة كتسعيرة الأشعة والمخابر، منوهاً إلى أن هناك حالياً استنفاراً للطاقم الطبي في المحافظة ورفع الجاهزية استعداداً لحالات الطوارئ التي يمكن أن تحصل من جراء حصول أي عدوان على البلد، وهناك برامج وخطط موضوعة مع مديرية الصحة والمشافي العامة والخاصة في المحافظات بهذا الخصوص، فالعمل الجراحي البارد غير الإسعافي متوقفاً حالياً تحسباً لحالات الطوارئ، بالإضافة إلى وجود برامج دعم لذوي الشهداء والوافدين من كافة المحافظات إن كان بالعلاج المجاني أو التبرعات المادية والعينية.
البعث –ميس خليل