توزيع الأمل خير من مصادرته، والبحث عن الخيط الرفيع الجميل في أي ثوب أفضل بكثير من تعداد عيوب هذا الثوب..
لا أحد يتعلّق بالوهم إلا الأحمق، لكننا جميعاً نتمنى أن نفتح ثقباً صغيراً في جدار حياتنا القاسي، يتسلل من خلاله الأمل أياً كان نوعه!
ألا تكفي الغيمات العابرات من فوقنا أن تعدنا بالمطر، ألا مداهمة بصيص ضوء آتٍ من بعيد لنشعل طرقاتنا حلماً وانتظاراً جميلاً؟
ألا تكفي عودة غائب، أو شفاء مريض لنرى الوجه الجميل في الحياة؟
لماذا نبحث عن الشوك دائماً لنضع فوقه خطواتنا، ونأتي إلى جدار سميك و(ننطح) رؤوسنا به!
الكل متعب، الحياة وقسوة ظروفها أشاخت الكثيرين وهم في عزّ الشباب، وجعلتهم يتخلّون عن الحلم مهما تواضع…
لنسأل من سبقنا في هذا العمر، فسيخبروننا عن متاعب لا نجرؤ على تخيّلها او تصوّرها، ومع هذا صبروا عليها، وتجاوزوها، وانتصروا للحياة..
إن كنّا قد يئسنا من الحياة، ولم نعد واثقين أنه بإمكاننا أن نفعل ما هو جميل، أو أن ما تبقى من حياتنا هو مجرد انتظار النهاية، فعلينا على الأقل ألا ننقل هذا الإحساس إلى أولادنا، فنصيب تنشئتهم بمقتل، ونجعل منهم جيلاً هشّاً لا يملك الاستعداد للحياة.
إيفا الحكيم