إن الأطفال كثيراً ما يخبروننا بما يفكرون، وبما يشعرون، من خلال لعبهم التمثيلي الحر وانشغالهم بالدمى والمكعبات والألوان والصلصال وغيرها، حيث يعتبر اللعب وسيطاً تربوياً يعمل بدرجة كبيرة على تشكيل شخصية الطفل بأبعادها المختلفة.
وهكذا فإن الألعاب التعليمية متى أحسن تخطيطها وتنظيمها والإشراف عليها تؤدي دوراً فعالاً في تنظيم التعلم، وقد أثبتت الدراسات التربوية القيمة الكبيرة لأهمية اللعب في اكتساب المعرفة ومهارات التوصل إليها إذا ما أحسن تنظيمه، فهو يؤكد ذاته من خلال التفوق على الآخرين فردياً وفي نطاق الجماعة، ويتعلم التعاون واحترام حقوق الآخرين واحترام القوانين والقواعد ويلتزم بها، ويعزز انتماءه للجماعة، ويساعد في نمو الذاكرة والتفكير والإدراك والتخيل، ويكتسب الثقة بالنفس والاعتماد عليها ويسهل اكتشاف قدراته واختبارها.
إن اللعب أداة تربوية تساعد في إحداث تفاعل الفرد مع عناصر البيئة لغرض التعلم وإنماء الشخصية والسلوك، ويمثل اللعب وسيلة تقرب المفاهيم وتساعد في إدراك معاني الأشياء، وتعتبر أداة فعالة في تنظيم التعليم لمواجهة الفروق الفردية وتعلم الأطفال وفقاً لإمكاناتهم وقدراتهم وطريقة علاجية يلجأ إليها المربون لمساعدتهم في حل بعض المشكلات والاضطرابات التي يعاني منها بعض الأطفال، وتعمل الألعاب على تنشيط القدرات العقلية وتحسن الموهبة الإبداعية لهم.
الطفل صفحة بيضاء ينقش فيها المربي ما يشاء، هذه المقولة لفيلسوف التربية (جون ديوي)، من هذا المنطلق استطاعت التربية الحديثة أن تجد عوامل عديدة لتنمية عقول الأطفال كي نساعدهم عند دخولهم إلى المدرسة وهم يملكون آفاقاً واسعة في معرفة الأشياء الموضوعية، إضافة إلى معرفة القراءة والكتابة، ومن هذه الموضوعات لعب الأطفال الذي أصبح يسهم في الوصول إلى الهدف التربوي.
د.رحيم هادي الشمخي