التنمّر سلوك عدواني يتعرّض له الكبار عامّة، والصغار خاصة في المدرسة، وبما أنّنا هذه الأيام في موسم المدارس التقينا الاختصاصية الاجتماعية ختام بدّور لتخبرنا بأهم النقاط التي علينا أن نعلّمها لأولادنا لتفادي سلبياته الخطيرة نفسياً.
بدأت السيدة بدّور شرحها فقالت:
للتنمّر أنواع: البدني مثل العضّ، الخدش، البصق، الضرب، أو تخريب ممتلكات الآخر. وكل ذلك بهدف الأذى. وقد يكون تنمّراً عبر النت وتؤكد الدراسات أنّ واحداً من بين ٣ تلاميذ يتعرّض للتنمّر. أو تنمّراً عنصرياً بسبب الانحياز لشخص أو مجموعة أو دين أو طائفة.
وتتابع: لكلّ ما سبق أسبابه النفسية والأسرية،أو أسباب لها علاقة بالمدرسة، وأحياناً ما يراه الأطفال على التلفزيون من أفلام كرتون أو حتى ألعاب إلكترونية قد يكون لها الأثر الكبير في ميلهم نحو التنمّر.
إذن باختصار كيف يمكن أن نساعد أطفالنا على مواجهة التنمّر وحتى منعه.؟
قد تكون الخطوات صعبة ومثالية في مثل مجتمعنا، ولكن هذا الذي يجب أن يكون.
توفير مناخ في المدرسة يمنع الشجارات العنيفة، ويدعم التواصل الإيجابي بين أبناء المدرسة الواحدة والصف الواحد.
أيضاً يجب أن يكون هناك تواصل أسبوعي بين الأهل والمدرسة.
ومن المهم تزويد المعلّمين ببرامج تدريبية ليواجهوا بها التنمّر بين الطلاب، ومساعدة الطفل الضحيّة من خلال تسليحه بالثقة بالنفس، الشجاعة، الجرأة في مواجهة التنمّر وليس الخوف والبكاء والانطواء كما يفعل الطفل المتنمَّر عليه. وهنا يجب زيادة رقابة المعلّمين على التلاميذ وتحجيم الولد المتنمِّر والتعامل معه بشكل مدروس ووفق قواعد كالإبعاد بشكل مؤقت، وتعريف الأهل بأنّ ابنهم تعرّض للتنمر من قبل هذا الشخص أو ذاك والتأكيد أمام الضحيّة وأهله بأن المتنمَّر سيُعَاقَب.
وجود مرشد نفسي في كل مدرسة ضرورة ملحّة ليقوم بوظيفة حلّ الإشكال بطريقة سليمة من دون أن يتأذى أحد الطرفين، لأن مشكلة التنمّر تترك أثراً نفسياً سلبياً عميقاً عند الطرفين حتى وإن حُلَّت بشكل مدروس في حينها.
وللتنمر نتائج خطيرة كالخوف من المدرسة وعدم الرغبة في الذهاب إليها خاصة عند الأطفال، فقدان الثقة بالنفس، انخفاض مستوى الطالب بدراسته، عدم الاختلاط مع الزملاء الآخرين والانزواء لوحده وتقلب مشاعره.
وختمت: ما ذكرناه كان ملخّصاً سريعاً لأهم ما يمكن أن يعرفه الأهل عن هذه المشكلة الخطيرة، والتي يوصي علماء النفس والتربية بأن على الأهل الوعي بها وبآثارها السلبية على نفسية الطفل وضرورة تحصين أطفالهم وتوعيتهم وفتح حوار معهم ومع المدرسة بشكل دائم. والأهم إبعادهم عن المشاكل الأسرية فما يراه الطفل في البيت يتأثر به ويطبقه في أحيان كثيرة. كما على المعلّم أن يكون قدوة في التعامل الجيد وزرع الأسس الحميدة والأفكار الإيجابية وإيلاء المشاكل التي تحصل بين الطلاب اهتمامه وعلى رأسها التنمّر.
مهى الشريقي