طالب المكتب التنفيذي للاتحاد العام لنقابات العمال بعمل جاد وخطوات متسارعة للحد من تداعيات الواقع المعيشي الصعب وانعكاساته على شريحة العمال، في ظل الهوة الكبيرة بين الدخول والأسعار، والتآكل الكبير في الدخل، داعياً إلى تقليص الفارق الكبير بين الدخل الشهري والارتفاع المتصاعد في الأسعار، خاصة أسعار السلع والمواد الأساسية التي تشكّل حاجة رئيسية يومية لأصحاب الدخل المحدود، ومنهم أبناء الطبقة العاملة الذين يواجهون صعوبات في تأمين احتياجات أسرهم وأبنائهم في ظل الظروف الراهنة، وشدد المكتب التنفيذي على تقديره للجهود التي تبذل في هذا المجال، مؤكداً على استمرار العمل مع كل الجهات لرفع الرواتب وتحسين متمماتها، خاصة التعويضات، كما كشف المكتب التنفيذي عن إعداده مذكرة شاملة وتفصيلية حول الوضع المعيشي الصعب وسبل تحسينه، وسيتم رفعها إلى رئاسة الحكومة لمساعدة الجهات المعنية باتخاذ قرارات ذات حضور إيجابي على أرض الواقع، وتترك أثراً إيجابياً في حياة المواطنين والطبقة العاملة، وتمكّن من وضع آليات محددة لتنفيذها لتبقى مصلحة المواطن “العامل” بوصلة أي قرار يتم اتخاذه.
من جهة أخرى، وفي الشأن النقابي اعتبر جمال القادري انطلاق اجتماعات الهيئات العامة للجان النقابية خطوة مهمة بالاتجاه الصحيح لتقييم العمل، ومدى الالتزام بمصلحة العمال، لافتاً إلى أن هذه الانطلاقة تأتي تنفيذاً لقرار المجلس العام بدورته الأخيرة حول عقد هيئات عامة للجان النقابية، واللقاء مع العمال مرتين في السنة، وبحضور قيادة التنظيم النقابي والإدارة، وذلك بهدف تقييم عملهم، وعرض خططهم، ومدى التزامهم بتحقيق مصلحة العمل والعمال، وأكد أهمية تمتين علاقة اللجنة النقابية مع مكاتب النقابات لنقل قضايا العمال وحل المشاكل التي تواجههم، ونقل توجيهات المنظمة وكل ما هو جديد في إطار العمل النقابي للعمال الذين يشكّلون قاعدة الهرم، كما شدد على ضرورة تواجد اللجان النقابية بين صفوف العمال بشكل دائم وفعال، وتقديم الخدمات الممتازة لهم، وأشار القادري إلى ضرورة إنجاز عملية تقييم ومراجعة شاملة لآليات العمل النقابي بعد انتهاء اجتماع الهيئات لتجاوز الأخطاء وتصويبها، والاستفادة من الإيجابيات وتعميمها.
وتحدث القادري عن أهمية تطوير العمل النقابي والإيمان به كونه عملاً طوعياً وجدانياً مؤسساتياً يقوم على نكران الذات وتغليب مصلحة العمال على المصالح الشخصية الضيقة، وهو عمل جماعي في كل مستويات العمل النقابي التي تتكون من مجموعة أفراد متحدين ومتوافقين للعمل باتجاه واحد لتحقيق الأهداف بدءاً من اللجنة النقابية، وصولاً إلى قيادة الاتحاد، لافتاً إلى أن بوصلة العمل النقابي هي مصالح العمال، والدفاع عن حقوقهم، وحل مشاكلهم، والوقوف إلى جانبهم في أفراحهم وأتراحهم، ومساندتهم في ظروفهم الصعبة، ولا يقتصر ذلك على مواقع العمل، بل يتعمق إلى الوسط الاجتماعي المحيط ببيئة العمل، ويتمثّل ذلك من خلال المشاريع التي أطلقها الاتحاد العام: (دعم اقتصاد الأسرة العاملة، إقامة دورات تعليمية مجانية لأبناء العمال في الشهادتين، إقامة دورات صيفية مفيدة ومسلية لهم تبني شخصيتهم، وتنمي مواهبهم، وتعزز انتماءهم الوطني).
بانوراما سورية-البعث