تخطى إلى المحتوى

الإحساس العالي والشعور بالمسؤولية من صفات القائد الإداري الناجح..

بانوراما سورية- عبد العزيز محسن:
منذ عدة سنوات وخلال زيارتي لأحد المخابز العامة استوقفني أحد العمال -عندما علم اني صحفياً – وطلب مني ان اكتب عن المعاناة التي يشكو منها هو وزملائه بسبب ظروف العمل الصعبة والخطرة داخل الفرن والجهد الكبير الذي يبذلونه وامتداد ساعات العمل لتصل الى 24 ساعة متواصلة بدون أن يحصلوا في مقابل ذلك إلا على راتب بسيط وهزيل بدون أية اضافات او مكافآت.. فقلت لهذا العامل “سأكتب ما طلبت مني وهذا حق لكم وواجب عليّ خصوصاً أني اشعر بمعاناتكم ولمستها عن قرب.. سأكتب وسأكون متحمساً في شرح ووصف احوالكم وسأكتب رغم أني استبعد الحصول على نتيجة!!…” وفعلاً كتبت حينها مادة صحفية على صيغة شكوى.. وطبعا كما توقعت لا اهتمام ولا نتيجة مما كتبت، ولا ممن كتب من الزملاء قبلي وممن كتب بعدي، ولا نتيجة ايضا من مقررات وتوصيات عشرات المؤتمرات العمالية والنقابية..وبقيت كلماتنا واستغاثات العمال في مهب الريح.. ولا حياة لمن تنادي فالعمال ومن يقف معهم في واد والجهات المعنية المسؤولة في واد آخر.. ولتستمر المعاناة وليستمر الجرح في نزيفه المؤلم مع توالي العديد من الوزراء وبدون اي اهتمام… إلى أن جاء الفرج من خلال قرار صدر امس عن وزير التجارة الداخلية الدكتور عمرو سالم أنصف من خلاله هذه الشريحة الهامة من عماله بعد أن انصف من حوالي الأسبوعين عمال السورية للتجارة ومن بعدها عمال مؤسسة الحبوب…. القرار الجديد للوزير سالم يعيد البسمة الى وجوه العمال وعائلاتهم من خلال زيادة جيدة على رواتبهم وتكليفهم بنظام طبيعة العمل الخاص بالأعمال المجهدة والطارئة… طبعا عندما سمعت بصدور القرار تذكرت ما حصل معي مع ذلك العامل وفرحت له ولزملاءه بتحقيق ” حلمهم”  فمبارك له ولعمال المخابز جميعاً ما حصلوا عليه وهو كما ذكرت حقهم وربما بعضٍ من حقوق اخرى نأمل أن يحصلوا عليها تباعاً.
ما أود قوله هنا باختصار أن الشعور بمعاناة العمال والحرص على معالجة همومهم ومشاكلهم هي ميزة هامة للقائد الإداري الناجح.. رغم أن هذه القضايا لم تكن معقدة او صعبة، بل كانت تحتاج فقط الى احساس بالمسؤولية والى متابعة مع الجهات الوصائية الأعلى.. وهذا ما نراه يحصل اليوم في وزارة التجارة الداخلية من خلال القرارات التي تصدر لمصلحة العمال والتي ستعكس حكماً بشكل ايجابي على معنويات العامل وسيبادل العطاء بالعطاء حكماً وستكون النتائج باهرة على صعيد تحسين بيئة العمل وزيادة الانتاج.. فشكراً للوزير سالم خطوته المباركة، ونتمنى ان يحذو زملاءه في الحكومة حذوه وينصفوا عمالهم ضمن الصلاحيات التي يتمتعون بها ولو احتاج الأمر الى متابعات والى قرارات وموافقات من اللجنة الاقتصادية ومجلس الوزراء..

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات