اختارت مجموعة من السيدات السوريات بالفن التشكيلي وفن التصوير الزيتي، على تقديم أنشطة مختلفة من المعارض والملتقيات، عبر السنوات الخمس الماضية، أظهرت فيها أهمية هذا الفن، ودور المرأة السورية الفنانة في إثبات حضورها وتأثيرها في المجتمع.
مجموعة فنانات أوغاريت اللواتي كن حاضرات في صالة «مشوار» وسط العاصمة دمشق، لإطلاق معرضهن الذي بدأ في 13 شباط الجاري ويستمر لغاية 24 من الشهر ذاته، تحت رعاية وزارة الثقافة السورية، وتضمن المعرض لوحات ومنحوتات تأخذنا إلى الواقع، وتذهب بنا إلى أوجاع الحياة بطريقة عرض مبتكرة وجديدة، بمشاركة الفنانة لينا ديب، أمل زيات، غادة حداد، بتول الماوردي، علا هلال، يسرا محمد.
مستقبل أفضل
وفي تصريح لها أثناء وجودها قالت الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة: «المعرض يتضمن منحوتات وأعمال ذات تقنيات وأمزجة وموضوعات مختلفة، جميعها مستقاة من فكر نساء أوغاريت». لافتة إلى أن: «الأعمال المطروحة تعكس الارتباط بالمكان والتاريخ والعاطفة والأسرة والمشكلات التربوية التي واجهت نساء أوغاريت في التربية، وتعكس الفرح والحزن والأمل أيضاً، إضافة للانطلاقة نحو مستقبل أفضل».
الفنانة والنحاتة أمل زيوت بينت في تصريح لجريدة الوطن: «أن المعرض هو عبارة عن طروحات، وكل فنانة في المجموعة تظهر الأسلوب الخاص بها، من خلال اللوحات والمنحوتات». موضحة أن: «ما يميز فنانات أوغاريت هو الأسلوب المختلف من ناحية التفاعل مع العمل الفني، فلكل فنانة بصمة مميزة وخاصة بها، من ناحية التقنيات وطريقة العمل والطرح».
وتابعت زيوت قائلة: «فنانات أوغاريت هن نواة صغيرة للفنانات التشكيليات في سورية، لإظهار القدرة التي يمتلكنها ولإثبات حضورهم في المجتمع، ونأمل في أن تحمل الأيام القادمة مشاركات أكثر لزيادة عدد الفنانات التشكيليات ضمن المجموعة».
اختصاصات وتقنيات مختلفة
من جانبها بينت الفنانة التشكيلية والتصوير الزيتي بتول ماوردي: «أن مجموعة أوغاريت تتضمن فنانات من مختلف المحافظات السورية، وكل واحدة تمتلك اختصاصات وتقنيات مختلفة». لافتة إلى أن: «خصوصية هذه المجموعة تكمن في التناغم والتنوع فيما بينهم».
وأشارت ماوردي إلى أن: «سعيهن الدائم في كل عام لتقديم نشاطات وفعاليات مختلفة عن فن النحت يأتي لإثبات حضورهن كسيدات فاعلات بالمجتمع». مبينة أن: «المجموعة تقدم دائماً هدفاً من خلال نشاطاتها، من بينهم حملة «أنا والآخر» من تراث بلدي مع مجموعة المتميزين، والتي كان هدفها إيصال التقنيات الجديدة للمواهب المتميزة، إضافة لحملة تشجير في إحدى ساحات مشتى الحلو من الأسلاك لتقديم رسالة إنسانية».
دور المرأة السورية
أما الفنانة التشكيلية لينا ديب فقالت لجىيدة الوطن: «المعرض استمرار لأنشطة عديدة تقدمها المجموعة، بهدف إبراز دور المرأة السورية في بناء المجتمع والأسرة، وتحديداً المرأة الفنانة لإبراز أعمالها ومسيرتها وعطائها الفني، ولتسليط الضوء على أعمال الفن التشكيلي».
حالة من القيمية والأصالة
مديرة صالة مشوار ميادة كلسلي المنظمة للمعرض قالت لـ«الوطن»: «المرأة دائماً تتحمل ضغوطات، في ظل الضغوط الاقتصادية والأطفال وإدارة المنزل، لذلك مجموعة أوغاريت هي حالة من الدعم للمرأة، والنساء بطبعهن يرغبن بدعم بعضهن البعض». مبينة أن: «الهدف من اختيار أسم أوغاريت هو للدور الكبير بالحضور والفن وإدارة المجتمع للمرأة في حضارة أوغاريت، وهذا الرابط خلق حالة من القيمة والأصالة للمجموعة».
التنافس الإنتاجي
وفي لقاء لحريدة الوطن مع أحد الزائرين، لفت الدكتور سمير رحمة أستاذ في كلية الفنون الجميلة قسم النحت إلى أن: «مجموعة أوغاريت خلقت حركة ثقافية مهمة، وبتعدد اختصاصاتهن واتجاهاتهن استطعن أن يقدمن نوعاً من الغنى، وصورة مصغرة عن الفن التشكيلي في سورية». مبيناً أن: «هذا الاحتكاك بين الفنانين خلق حالة من الغيرة الإيجابية، في تطوير أنفسهم وإحداث جو من التنافس الإنتاجي فيما بينهم».
أما الزائرة رهف شيخاني خريجة كلية الفنون الجميلة قسم الاتصالات البصرية فقالت: «الربط التاريخي لهذه المجموعة من خلال أسم أوغاريت يعطي انطباعاً جميلاً وعميقاً للأنشطة التي يقومون بها، ورأيت بهذه المجموعة أساليب كثيرة ومختلفة، فهم يقدمون في كل صورة ومنحوتة شيئاً واقعياً قريباً من المتلقي».