تهتمّ العديد من الأسر، وخاصة في ظل الظروف المعيشية الحالية، بالزراعة على أسطح المنازل، وذلك لتجاوز المصاعب الحياتية التي تواجهها، وخاصة الغلاء الذي يضرب بقوة في جميع الأسواق، حيث ارتفعت أسعار الخضار بكافة أنواعها بشكل كبير يزيد من أعباء الناس ويثقل على حياتهم اليومية، وهذا ما دفعهم لتأمين احتياجاتهم من الخضار بشكل ذاتي وبزراعة أسطح منازلهم.
وفي المقابل لجأت الكثير من الأسر في الآونة الأخيرة إلى الزراعة المنزلية، ليس فقط بهدف تحسين الدخل، وإنما بهدف توفير الغذاء الآمن والخالي من المواد الكيماوية، فتجربة الزراعة المنزلية مثمرة وخطوة نحو توفير غذاء آمن على الأسطح وفي الشرفات.
وطبعاً الكثير من التجارب الناجحة حقّقت الاكتفاء الذاتي من الخضار، وفق ما أكده الخبير الزراعي مراد محمد، الذي أشار إلى أن التوفير ليس الميزة الأهم في الزراعة المنزلية، فالفكرة الحقيقية تتمثل بزراعة الخضار في بيئة نظيفة خالية من مياه الصرف الصحي والكيماويات والمبيدات، فضلاً عن الفائدة النفسية للزراعة.
وشاطره الرأي ممدوح رجب الذي استطاع زراعة سطح منزله بالخضار، حيث يعتبر هذا النوع من الزراعة حاجة أساسية ويومية للمواطن، كونها تتعلق بمزروعات وخضراوات يحتاجها المواطن، وهي نظيفة وخالية من أية إضافات، وتالياً تطور هذا النوع من الزراعة يغني الكثير من المواطنين عن خضراوات السوق المجهولة المصدر في معظم الأحيان.
المهندس الزراعي عبدو أبو صوان أكد أن زراعة أسطح المنازل والشرفات كفيل بأن يحقق الاكتفاء الذاتي من الخضار للأسر، بل إن بعض أنظمة الزراعة يمكن أن تجعل أسطح البيوت منتجة وقابلة للتسويق، بمعنى أنه يمكن للخمسين متراً أن تنتج ما يساوي نصف دونم، وهو ما يمكن أن يوفر الكثير من الأراضي لزراعة المحاصيل الإستراتيجية مثل القطن، لأن مثل هذه الأراضي مستغلة في زراعة الخضراوات. وأضاف أنه من الأخطاء الشائعة في هذا النوع من الزراعة عدم المعرفة بمواعيدها وطرائقها، لذلك يجب أن تكون هناك نشرات لتوعية الناس بمواعيد الزراعة والظروف البيئية لكل نبتة.
بانوراما سورية-البعث