تخطى إلى المحتوى

مدرس يتحدى الشلل ويقدم نموذجاً في العطاء على مدار سنوات

ارتبط اسم مدرس الرياضيات سليم المحيثاوي بذاكرة أبناء بلدة المزرعة بريف السويداء الغربي كنموذج للعطاء والإصرار على تحدي وتجاوز حالة الشلل النصفي التي أصابته في ريعان شبابه بسلاح العلم والمعرفة.

المحيثاوي 59 عاماً تحدث لوكالة سانا كيف أدت إصابته الناجمة عن حادثة القفز المظلي في إحدى الدورات التي كان يتبعها عام 1982 إلى خضوعه لعمل جراحي أصبح بعده قادراً على المشي باستخدام العكاز.

وأوضح أن تراجع حالته الصحية تسبب قبل أكثر من 17 عاماً بحصول ضعف واضح بالحركة لديه وعدم قدرته على المشي حتى باستخدام العكاز فقرر مع استقراره بالمنزل فتح مضافته لاستقبال الطلاب والتدريس مجانا لمدة خمس سنوات متتالية واستحقاق مبلغ رمزي من الطلاب فيما بعد دون تقاضيه أي أجرة من أبناء الشهداء والجرحى وكذلك الفقراء وذوو الإعاقة.

ووفقاً للمحيثاوي فإنه يدرس مادة الرياضيات من الصف الخامس حتى المرحلة الجامعية مع استقباله للطلاب الذين يقصدونه من مختلف مناطق المحافظة إضافة لتوجهه مؤخراً لإعطاء دروس مباشرة “اون لاين”عبر وسائل التواصل الاجتماعي لطلاب داخل سورية وخارجها.

الخروج من المنزل ومن حالته وتحقيق طموحه هذا ما وصل إليه المحيثاوي مؤخراً بدعم من مؤسسة روز للتنمية في محافظة السويداء التي ساعدته بتأمين كرسي كهربائي للتنقل وبفتح مركز تعليمي له في بلدته المزرعة أطلق عليه اسم “الأمل” بما تحمل التسمية من معان ودلالات وفق تعبيره.

“اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا” دعاء يستند إليه المحيثاوي في مسيرته بما تحمله من ذكريات ولا سيما حمله من قبل الأهالي للوصول للعديد من المنازل وتدريس حالات خاصة من الطلاب كانوا لا يستطيعون الخروج من منازلهم بسبب حوادث أصابتهم.

وحسب مديرة مؤسسة روز للتنمية في السويداء المهندسة راميا نصر وهي من بلدة المزرعة فإن المدرس سليم يمثل جسر عبور للطلاب ويدرس المادة بأسلوب محبب ونجح بإرادته وتصميمه وشغفه في العلم بترك بصمة كبيرة وتخريج العديد من الأجيال جاعلاً من مضافة منزله ملتقى لجمع الطلاب على المحبة والإنسانية والأخلاق مع متابعة أحوالهم الدراسية والاهتمام بهم مبينة أن المؤسسة حرصت على دعمه كعربون وفاء لما يقدمه في سبيل تنمية الإنسان وتعليمه.

ووفقاً للطلاب علاء زهر الدين وسليم نصر وسليمان جمعة فإن المدرس سليم له فضل كبير عليهم وعلى العديد من الطلاب ويعاملهم جميعا كأبناء له حيث يستخدم أسلوباً تدريسياً محبباً لهم جميعا كما يبتكر أفكاراً لحل العديد من المسائل.

وذكر صديق سليم موجه مادة الفيزياء بالسويداء أكرم الجباعي أن صديقه كافح وتحدى الصعاب ولم يقبل أن يسمى عاجزاً ونجح بترك بصمة جراء إخلاصه بعمله وحظي بمساندة ودعم زوجته وأهالي بلدته ومحبة طلابه.

عمر الطويل

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات