تخطى إلى المحتوى

يبدو أن الصهيونية بدأت بحزم حقائبها……

* باسل الخطيب:

من يظن أن الاساطير هي أساطير، واهم و واهم جداً، وتم تسويقها على أنها أساطير لتبقى هكذا.
الاساطير هي التاريخ الحقيقي لكوكب الأرض، أنتقي الكلمات بدقة، لم أقل الجنس البشري، إنما قلت كوكب الأرض….
يتحدث موروث المسيحية-الصهيونية عن معركة فاصلة بين قوى الخير والشر، يسميها معركة ارماجدون، طبعاً قوى الخير في هذه المعركة هي تلك الدول والكيانات التي تتبع فكر المسيحية-الصهيونية، أما قوى الشر فيتقدمها حسب تصنيف ذاك الموروث العرق السلافي، الذي يشكل الروس عموده الفقري…..
أعتقد أن تلك المحافل في الغرب، تنظر إلى تلك الحرب في اوكرانيا، على أنها إحدى مقدمات معركة ارماجدون، لذلك تراهم يدفعون الدولة العميقة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وغيرها، لتدفع حكومات هذه الدول للانخراط أكثر في الحرب……
المحافل أبعد من مفهوم الدولة العميقة، المحافل لاتحمل بعداً وطنياً، إنما هي كيانات ذات امتداد عالمي عابر للقوميات…
الموروث إياه يقول أن معركة ارماجدون لن تحصل إلا بعد خراب اسرائيل، إذاً وبناءً عليه أن قرار التخلص من الكيان الصهيوني قد تم اتخاذه، ويبدو أن الصهيونية بدأت بحزم حقائبها، وعزمت على الانتقال إلى مكان آخر…..
اسرائيل تبدو وكأنها تشتري الحرب، إسرائيل تسعى إلى الحرب بكل مافيها من عقل وجنون، هناك عدة أحداث افتعلتها وتفتعلها إسرائيل كأنها تستفز أعدائها لتجرهم إلى الحرب، وآخرها عمليات التنقيب عن الغاز والنفط في مناطق متنازع عليها مع لبنان…
إسرائيل تلهث وراء الحرب، الجيش الصهيوني هو في أعلى درجات الجهوزبة بعد مناوراته الضخمة الأخيرة (مركبات النار)، الصهاينة أنهوا لتوهم مناورات في قبرص، تحاكي معاركاً افتراضية تجري في جنوب لبنان والجنوب السوري….
على فكرة التحول الجذري في موقفي اليونان وقبرص من القضية الفلسطينية، والعلاقة من الكيان الصهيوني، أمر يجب التوقف عنده، ولكن لماذا على هاتين الدولتين أن تكونا ملكاً أكثر من الملك؟….هذه حسرة وخسارة جديدة تُضاف إلى ذاك السجل الطويل….
إذا إسرائيل تشتري الحرب، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل هذا القرار اسرائيلي؟….هذا القرار ليس اسرائيلياً، بل هو قرار صهيوني، إسرائيل ليست جاهزة للحرب….
إسرائيل كجيش أُنشأ لأجله دولة، بدأت تفقد مبررات وجودها، واقصد مبررات وجود الجيش، العصا الغليظة لم تعد غليظة، ولم تعد تخيف أحداً…
إسرائيل فقدت قوة الدفع التي كانت عند الجيلين الاول والثاني، وفقدت معها الرغبة في التضحية، وأقصد بالجيل الأول أولئك المهاجرين إلى أرض فلسطين، وأقصد بالجيل الثاني أبناء ذاك الجيل الأول، الذين عاشوا في كنفه، وخاضوا أو شهدوا انتصارات الصهاينة العسكرية، أبناء هذين الجيلين كانوا مستعدين للتضحية، وهذا ما افتقده الجيل الثالث، وبدرجة أكبر الجيل الرابع، الجيل الرابع من الصهاينة بخيل جداً، يريد أن يأخذ فقط ولا يعطي شيئاً، هو جيل فقد على مايبدو حس الانتماء، وهو غير مستعد البتة للتضحية…..
قد يكون الجيش الصهيوني يمتلك كل وسائط القوة النارية الهائلة والتكنولوجيا، التي تجعله يضاهي أعتى جيوش العالم تسليحاً وتدريباً، ولكنه يفتقد إلى العنصر الأهم ألا وهو الجندي،أنا لا أتحدث عن افتقاره للكفاءة أو افتقاده للعسكر، أنا أتحدث عن افتقاره الروح، والعسكري ليس هو الجندي…..
هناك من يدفع إسرائيل نحو الحرب، والقرار قد أتخذ، أنه سيكون خراباً، ولكم أن تتخيلوا الفوضى العقائدية التي ستدخل فيها كل شعوب المنطقة إن زال الكيان الصهيوني، لطالما كان الكيان الصهيوني تلك الشماعة التي علقت عليها الثورات والانقلابات والبيانات التي تحمل الرقم 1، علقت عليها كل الانكسارات والنكبات والنكسات ، علقت عليها كل التحالفات والخلافات…..تخيلوا ذاك الفراغ العقائدي الذي سيكون، وتخيلوا تلك الفوضى التي ستنتج عن ذاك الفراغ العقائدي…
نعم الصهيونية بدأت بحزم حقائبها، على فكرة الوجهة ليست بعيدة……

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات