أثارت الإصلاحات الجزئية التي نفذتها بلدية طرطوس مؤخراً لبعض شوارع المدينة وأزقتها بمواقع مختلفة استهجان الأهالي وتساؤلاتهم، فبعد انتظار طويل لمعالجة الاهتراء والحالة الفنية السيئة جداً للعديد من الشوارع، أفاق الأهالي على إصلاحات وترقيعات “شكلية” خاصة في حارات طرطوس الشعبية (الرمل- العريض- الغمقة الغربية- الشرقية- البرانية- المينا وغيرها من المناطق) التي غابت عنها مشاريع الإكساء الزفتي بالكامل لسنوات طويلة – أكثر من عشرة سنوات- وتركت السيارات التي تعبرها لمصيرها بالسقوط في فخ الحفر وعلى مجبول زفتي “مهترئ” تكثر فيه التصدعات، لدرجة بات مشهد تلك الشوارع كارثي لسكان المدينة في الشتاء عندما تمتلئ الشوارع ببرك المياه والأتربة، وباتت الصورة لا تليق بمدينة سياحية تستقبل آلاف الزوار من المحافظات، حتى وإن قبلها سكانها مرغمين.
على عجل
ويصف بعض الأهالي ممن استطلعت “البعث” آرائهم في أحياء طرطوس ترقيعات شوارعهم بالقول: “قبل أيام جاءت مجموعة عمال من البلدية مع آلية حفر واحدة قامت بتنقير الشوارع في المنطقة على عجل، والكلام مماثل أيضا لسكان في منطقتي العريض والرمل وشارع الثورة، تلا ذلك ملء الحفر بمجبول زفتي وكأنه “على الريحة”، ثم تنظيف غير مكتمل للشوارع، حيث ترك عمال البلدية بعض المناطق دون تنظيف وإزالة للأوساخ والأتربة، لتنتهي بذلك عملية المعالجة الفنية التي وعدنا بها منذ سنوات طويلة، مع بقاء عدد كبير من الانهدامات والشقوق في الشوارع على حالها دون إصلاح.
مزاجية ملحوظة
والمؤسف بحسب الأهالي أن ورشات الإصلاح التي انطلقت للعمل في المدينة، كانت تنفذ عملها بمزاجية ملحوظة، حيث كانت تقوم بمعالجة بعض الحفر وتصدعات الشوارع أمام بعض المحال التجارية بحسب الواسطة والإكراميات التي تدفع من أصحاب المحال، في حين ترك العمال الكثير من الحفر الملحوظة، والتشققات الواضحة في المجبول الإسفلتي متذرعين بقلة المخصصات من الزفت، والكلفة المرتفعة لعملية الإصلاح ونقص مخصصات المحروقات للعمل.
وتم تأكيد هذه الشهادات التي تحدث عنها الأهالي وتدعيمها بصور من مواقع العمل والمعالجات المنفذة والتي أكدت مع الأسف هذا الواقع بعد معاينات بسيطة لمواقع الإصلاحات يمكن لأي عابر أن يلحظها.
برنامج زمني
في أسئلة لـ “البعث” لبلدية طرطوس للوقوف على خطة المعالجة الفنية للشوارع في المدينة بيّن المهندس حامد حسين مدير الخدمات والصيانة في مجلس مدينة طرطوس أنه تم وضع خطة مع برنامج زمني لصيانة وترميم كافة شوارع المدينة بالمجبول الزفتي انطلاقا من الشوارع الرئيسية ومنها إلى الحارات وبدأ العمل بها مع نهاية موسم الأمطار بتاريخ الأول من الشهر الماضي، مشيراً إلى أن الأعمال لا تزال مستمرة وتجاوزت نسبة التنفيذ ٥٠% علما أن الاستمرار بالعمل يتعلق بجهوزية المجابل وتوريد المادة حيث بدأت أعمال الصيانة بالشوارع الرئيسية في المدينة (الكورنيش الشرقي- المحطة- الثورة- اسكندرون- الطلائع.. ) ومنها إلى أحياء (الغمقة الشرقية- جمعية الصحة- الإنشاءات- الرمل- البرانية- المينا).
ضمن المتاح
لكن مدير الخدمات ربط مشاريع الإكساء الزفتي ومعالجة الحالة الفنية السيئة للشوارع بالإمكانيات المتاحة حيث أوضح المهندس حامد حسين: أنه ونظرا للظروف الراهنة التي مرت على البلاد منذ العام ٢٠١١ فإن مشاريع الإكساء الزفتي توقفت بشكل شبه كامل إلا من بعض المشاريع الصغيرة وفق إمكانيات محدودة، وهذا بدوره أرهق المدينة وشوارعها بالاهتراءات الناتجة عن تعاقب فصول الشتاء والسيول ومياه الأمطار علما أنه من المفروض فنيا تنفيذ الإكساء الزفتي كل سبعة سنوات مرة بالحد الأدنى. مضيفا: إن حاجة المدينة حاليا للإكساء الزفتي للشوارع تحتاج صيانة تفوق الخمسة مليارات ليرة سورية وحاليا يتم تنفيذ الإصلاحات من موازنات المدينة التي ترصد الاعتمادات اللازمة لتنفيذ أعمال الإكساء وفق ما هو متاح.
تبريرات وأعذار
ويبدو أن قلة المبالغ المرصودة انعكست على واقع التنفيذ وكانت الحجة التي يستند إليها مجلس المدينة، فبحسب الخطة تم رصد مبلغ /٥٠/مليون ليرة سورية فقط لأعمال الصيانة بالمجبول الزفتي لعام ٢٠٢٢، ومن المشكلات الأخرى التي أوردتها البلدية في سياق ردها على تساؤلات البعث هي قلة الآليات وكثرة أعطالها ونقص المحروقات وتوقف المجابل التي تقدم المادة نتيجة عدة أسباب (أعطال- نقص محروقات- نقص مواد أولية..).
لكن ورغم ذلك نتساءل: ألم يكن بالإمكان تنفيذ هذه المعالجات والخطط الترقيعية بصورة أكثر جمالية تليق بمدينة سياحية وسكان انتظروا طويلا ليروا صورا جميلة من شوارعهم، وما زالوا ؟!، سؤال نضعه برسم المعنيين في المحافظة لعل وعسى يلقى الاهتمام المطلوب!.
بانوراما سورية-البعث