تخطى إلى المحتوى

النوادي الصيفية … همّ إضافي يثقل كاهل الأسرة.. تباين في آراء الأهالي حول فوائدها وإجماع على كونها فسحة للتسلية وتمضية الوقت.. د. مرتضى: ضرورة تفعيل دور وزارتي التعليم العالي والتربية في استثمار اوقات العطلة بما هو مفيد

بانوراما سورية- شيرين العجي:

مع بداية فصل الصيف و العطلة المدرسية تبدأ معاناة الأهالي مع أبنائهم الذين يفرغون طاقاتهم البدنية والفكرية إما بنشاطات وألعاب غير منهجية ربما تشكل إزعاجا وضوضاء وضررا لهم ولغيرهم، وإما بالجلوس أمام شاشة التلفاز والإنترنت ساعات طويلة ما يسبب لهم مشكلات صحية ونفسية.
ماذا بعد المدرسة ؟
يثقل الهم كاهل الأهالي كيف سيقضي أطفالهم عطلتهم المدرسية في ظل ارتفاع أسعار النوادي الصيفية في وقت يتعذر فيه على بعض المواطنين تأمين مستلزماتهم الأولية..  

وتختلف شهادات الأهالي ممن جربوا إشراك أطفالهم بنوادي صيفية عمن عجزو عن ذلك ,تقول إيمان أم لثلاثة أطفال :”النادي الصيفي ضرورة كبيرة للطفل وللأهل معا خلال فترة الصيف الطويلة لتعبئة وقته بأنشطة مفيدة سواء تعليمية أو ترفيهية تساعده في بناء وتنمية قدراته الشخصية والجسدية” وعن أجور النوادي الصيفية تقول إيمان “تكلفة النوادي الصيفية مرتفعة جدا الأمر الذي يشكل عئبا ثقيلا على الأهل ,ويضطرهم للبحث عن أنشطة بديلة لهذه النوادي بتكلفة أقل”.
وتقول سوسن أم لثلاثة اطفال:: تجربة أبنائي مع النوادي الصيفية غنية جدا أكسبتهم هوايات رائعة في الرسم والسباحة وكرة القدم واستطاعت تلك النوادي تفريغ طاقاتهم الكامنة بداخلهم وتنظيم وقتهم وبناء قدراتهم البدنية والعقلية” وعند الحديث عن الأعباء المادية المترتبة على ذلك ترد سوسن أنها تدبرت ذلك باللجوء إلى عمل إضافي وتخصيص أجره بالكامل للنوادي الصيفية مقابل استفادة أبنائها من ميزات تلك النوادي في اكتشاف ميولهم والعمل على تنميتها من جهة , وتحصينهم من لغة الشارع وسلوكه الغير مرغوب بالنسبة لها من جهة أخرى.
أما أحلام وهي أم لثلاثة أطفال أيضا تقول متسائلة لماذا لاتستثمر وزارة التربية المدارس صيفا وتخصصها كنوادي صيفية وتجهزها بمعدات رياضية وموسيقية وفنية مختلفة بتكلفة رمزية لكي يستطيع الأهالي تلبية متطلبات أطفالهم المتكررة بتسجيلهم بنوادي صيفية وعدم حرمانهم من حقوقهم من تنمية قدراتهم الجسدية والذهنية في ظل الارتفاع الجنوني في أقساط النوادي الخاصة.
وعلى خلاف الشهادات السابقة ترى ريم أم لطفلين أن تلك النوادي لا تقدم شيئا للأطفال ولا ترتقي لطموحات الأهل فتجربتها مع النوادي الصيفية سيئة الانطباع فهي كانت عبارة عن مدارس تعلم الأطفال الأشغال اليدوية إضافة إلى التعليم النظري في الموسيقا والألعاب الرياضية وحسب ريم النوادي الصيفية ليست إلا مكانا بديلا تلجأ إليه الأم الموظفة لوضع أطفالها بديلا عن المدرسة لا أكثر ولا أقل .
ويستمر سيناريو المعاناة مع أم محمد والدة ثلاثة اطفال تتراوح أعمارهم بين 7-12 عام مضيفة أنه مع نهاية كل عام دراسي تبدأ عملية التحري عن نادي صيفي بشرط أن يكون قريب من المنزل وذلك لتوفير أجور المواصلات التي تكون أكثر من أجور النادي بحد ذاته, وترى أم محمد أن المشكلة الأهم والأبرز تتمثل بعدم تكافؤ أجور تلك النوادي مع مستوى النشاطات المقدمة فيها فهي في أغلب نشاطات متواضعة على يد كوادر غير مؤهلة في معظم الأحيان.
أسعار مبررة!
في وقت يكتوي فيه الأهالي بأسعار النوادي الصيفية يرى القائمون عليها أنها أسعار مبررة فالأنشطة الصيفية مكلفة حسب فتاة عيسى_ مديرة أحد النوادي الخاصة في ريف دمشق ,فهي ترى أن أسعار النوادي الصيفية تختلف باختلاف مناطقها ومستوى النشاطات المقدمة نوعا وكما إضافة إلى أن تلك النوادي تحتاج تغطية أجور الكوادر العاملة فيها المتخصصين بمهارات مختلفة ناهيك بمشقة تأمين المعدات الضرورية ذات الأسعار المرتفعة مثل الحساب الذهني (أباكوس) الذي يحتاج معدادا لكل طفل وكتابا خاصا به ووسائل كثيرة لدعم الأفكار ,تضاف إليه تكلفة الوسائل المتعلقة بالسباحة وتعليم اللغات والأعمال الفنية اليدويه (رسم وأشغال) وغيرها من الوسائل الضرورية في تحقيق الهدف الأساسي من النادي بتنمية خيال الطفل وتعزيز قدراته البدنية والعقلية.
أطفالنا بحاجة للمهارات
وترى عيسى بأنه على الأهالي مهما كان وضعهم المادي عدم إهمال أطفالهم خلال فترة الصيف فأطفالنا بحاجة للمهارات والملل والفراع والأنترنت يقتل الذكاء والإبداع لدى الطفل ففي النادي يتخلص الطفل من الضغوط المفرطة قياسا بالمدرسة ويشعر بالحرية في الحركة والتعبير وتضيف عيسى نحن في النوادي الصيفية نحاول تفجير طاقات الطفل وتنمية مواهبة وتعزيز ثقته بنفسه من خلال الأنشطة الترفيهية والتعليمية المقدمة.

رأي متخصص..
الأستاذة الدكتورة سلوى مرتضى عضو هيئة تدريسية في قسم تربية الطفل في كلية التربية جامعة دمشق تقول : “معظم الأطفال يقضون عطلتهم الصيفية في مشاهدة التلفاز و اللعب بالأجهزة الالكترونية أو السهر لأوقات متأخرة من الليل وبذلك تمضي إجازتهم الصيفية بأشياء غير مفيدة وغير فاعلة وهنا كم يتمنى الأهل انتهاء الإجازة والعودة إلى المدرسة لتنظيم وقت الطفل ففي الشتاء اعتادوا على تنظيم أوقات النوم و أوقات للدراسة وأوقات للعب, ولكن ما المانع أن يكون الصيف أيضا منظما بالأنشطة الفعالة لهذا علينا أن نستثمر الاجازة الصيفية بما ينمي مهارات أطفالنا بحيث يحصلون على المتعة والتسلية والفائدة بنفس الوقت, ويأتي ذلك من خلال إشراك الطفل بالأنشطة الخارجية كالنوادي الصيفية و دورات اللغات والمسابح لأهميتها الكبيرة بتزويده بالمعارف المفيدة له وتعليمه على بعض مهارات الحياة وصقل شخصيته من خلال تكوين الصداقات واكتساب مهارات اجتماعية من خلال التفاعل مع أقارنه ضمن فريق بشكل منظم ليتعلم التواصل والتفاعل مع الأخرين”.
أنشطة بديلة..
وتضيف د.مرتضى أن غلاء النوادي الصيفية يشكل عبء على الأهل وخاصة في الوقت الحالي لهذا علينا البحث عن أنشطة بديلة لاستغلال الإجازة الصيفية لتنمية مهارات الأطفال مثل بتكليف الطفل بقراءة بعض القصص بدلا من استخدام الموبايل ومشاهدة مضمون غير مدروس ومن ثم مناقشة الطفل في موضوع القصة , ويمكن اصطحابه بزيارات إلى أماكن أثرية والحدائق العامة ومن الممكن تعليمه التصوير من خلال استخدام الموبايل بشكل جيد و أيضا تعليمه زراعة بعض النباتات في المنزل والاعتناء بها أو تربية بعض الحيوانات الأليفة ,وزيارة الطبيعة واستكشافها وأيضا المساهمة ببعض المعسكرات التي تقيمها بعض الجهات ليتعلمو الاعتماد على أنفسهم وتكوين الصداقات وكذلك بعض الأعمال اليدوية,والأنشطة التطوعية في الحي , وعلينا مساعدته في استغلال السوشل ميديا والانترنت في أشياء مفيدة كالدخول لبعض المواقع التي تعلمهم صناعة بعض الأشياء أو مواقع تعليم اللغات في منازلهم”.
حلول مقترحة..
ترى د.مرتضى أنه من خلال التعاون بين وزارة التربية ووزارة التعليم حيث تقدم وزارة التربية المدارس في العطلة الصيفية لتحويلها لنوادي صيفية يدفع فيها الأهل رسوم اشتراك رمزية لقاء تأمين الوزارة المعدات والمستلزمات للأنشطة وأجور الأساتذة ويمكن أن تقدم وزارة التعليم العالي طلبة من عدة كليات في الجامعة من السنوات الثالثة والرابعة مثل كلية التربية معلم الصف ليقوموا بمعسكر صيفي في هذه النوادي يطبقون خلالها ما تم أخذه خلال العام الدراسي من خبرة نظرية ويقومون بالإشراف على أنشطة الأطفال ويعتادون التعامل معهم ومن كلية العلوم طلاب يقدمون بعض التجارب للأطفال ومن كلية الرياضيات طلاب يعلمون الأطفال الحساب الذهني وأيضا” من كلية الزراعة طلاب يعلمون الأطفال الزراعة فكل فروع الجامعات ممكن أن تساهم ويكون هذا الامر يحسب للطالب فيقومون بخدمة المجتمع خلال دراستهم الجامعية وذلك تحت إشراف من وزارة التربية ووزارة التعليم و بهذا نستفيد من المدارس في العطلة الصيفية في الاهتمام بالأطفال وبنفس الوقت قمنا بتدريب طلاب الجامعات على التعامل مع الأطفال.

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات