تخطى إلى المحتوى

تجميد البويضات وبيعها.. تجارة رائجة تحت عنوان “ضيق الحال”!

دمشق- لينا عدره

هكذا.. ومن دون مقدمات، طلبت سيدة من طبيبها الخاص مساعدتها لإجراء عملية بيع بويضاتها، مؤكداً أنها ليست المرة الأولى التي تطلب منه إحدى السيدات إجراء هذه النوع من العمليات، فالأمر تكرّر عدة مرات ما أثار دهشته، مبيناً أن وسائل التواصل الاجتماعي كانت سلاحاً ذا حدين، عبر تقديمها في كثيرٍ من الأحيان لبعض الحلول الكارثية، حسب تعبيره.

وفي التفاصيل، دفعت الظروف الصعبة بالسيدة ريما، وهي موظفة في إحدى الدوائر الحكومية، وبسبب مرض أختها الكبيرة التي تعاني من ورمٍ في الثدي، بالتفكير ببيع بويضاتها بعد أن ضاقت بهما السبُل لتأمين تكاليف العلاج، عبر رحلةٍ مؤلمةٍ من الألم والعوز. تكاليف تبدأ ولا تنتهي، تتضمن مبالغ كبيرة للمشفى وللأدوية والصور والعملية إلخ.. مصاريف أثقلت كاهلهما، فلم تقويا على تحملها، لأن الأمر، وفق ما تقول السيدة ريما، مرهقٌ يستنزفُ المريض وعائلته مادياً ومعنوياً وجسدياً، إذ لا يقتصر فقط على مبلغٍ ماديٍّ بعينه وإنما يمتد ليشمل نفقات لا تعلم من أين تظهر لك، الأمر الذي دفعها بدايةً لبيع عددٍ من أغراض منزلها، لتفكر فيما بعد، وبعد رؤيتها للعديد من إعلانات التبرع بالكلى بالتفكير ببيع كليتها، ولكنها وبسبب خوفها من القيام بتلك الخطوة، قرّرت تأجيلها واستبدالها ولو مؤقتاً، بالتفكير ببيع بويضاتها بعد أن سمعت من إحدى المريضات اللواتي تعرفت عليهن أثناء مرافقة أختها لإحدى جلسات الكيماوي بقيامها بعملية تجميد البويضات -عملية تقوم بها بعض السيدات اللواتي يعانين من ورمٍ عند تلقيهن لجلسات الكيماوي، لما لتلك الجلسات من أثرٍ سلبي على خصوبة السيدة المصابة ما قد يُفقدها القدرة على الحمل-، فما كان من السيدة ريما إلا أن فكرت وقرّرت إجراء العملية ولكن ليس لتجميد البويضات، وإنما لبيعها!!.

ليس بخافٍ على أحد أن الأزمة الاقتصادية الخانقة دفعت الكثير من الشبان والفتيات بالتفكير بحلولٍ كثيرة لا يمكن أن تخطر على بال أحد، وعلى سبيل المثال قيام بعض الفتيات ببيع شعرهن أو بيع أغراض المنزل، ليمتد الأمر إلى أبعد من ذلك، وفق ما سمعنا مؤخراً وعلى لسان أحد الأطباء من أن استفساراتٍ كثيرة، كانت قد وردته من أشخاص يرغبون ببيع الكلية أو الخصية، إضافةً إلى أننا كنا ومنذ عدة أشهر قد عرضنا قصةً لسيدة قامت بتأجير رحمها بناءً على رغبة زوجين طلبا منها القيام بتلك المهمة لقاء مبلغ مالي، وهذا ما كان بالفعل لتخرج القصة إلى العلن بعد أن اختلف الطرفان!!.

نعم قد يستنكر الكثير من الأشخاص هذا النوع من الحوادث، والبعض قد لا يصدقها، ولكن لا يمكن إخفاء الشمس بغربال كما يُقال، فنتيجةً للأوضاع الاقتصادية الصعبة قد يرى البعض أن القيام بتلك الحلول هو السبيل الوحيد المتبقي رغم عدم قانونيتها ولا إنسانيتها، إضافةً إلى أن بيع البويضات رغم قساوته، لن يكون أقسى من منظر الأطفال الرضع الذين بتنا نراهم وبشكل شبه يومي يُرمَون بعد تخلي عائلاتهم عنهم!!.

بانوراما سورية-البعث

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات