تخطى إلى المحتوى

خربشات مجنون على حائط الوطن…..

* باسل الخطيب:

نحن لسنا بخير….. قالوا انتصرنا، ولكن لماذا أشعر أن طعمه على تلك الدرجة من المرارة؟…. الطريق الذي تسير به السفينة أكاد اعرف وجهته، وذاك المكان الذي ستصله لا مكان لنا فيه على مايبدو….
قالوا أنه سُيشاد برجِ في دمشق يضاهي برج خليفة إياه في دبي، أن تبدأ إعادة الإعمار بالأبراج والفنادق والمنتجعات والمرابع الليلية، كيف لك أن تسمي هذا؟ أذاك ضرب من الجنون؟ أم أنها مرحلة مابعد الفجور؟؟….
أحقا.ً سيكون مصير هذه الجغرافيا التي مازالت دماء من هم في تلك الصور طازجة مرتعاً ومرتعاً فقط لمن يملك المال؟…. أيكون المال قوياً لهذه الدرجة، حتى أنه اقوى من الدستور؟….
كأننا نعامل على أننا كائنات على هامش الحياة، على هامش التاريخ، والبعض يريدنا على هامش الجغرافيا، ألم أقل إياها من لايعجبه فليرحل؟…..
ماذا يعني أن يقول ذاك الوزير إياه أنه سيتم دعم الخبز بمتممات غذائية؟ هل شعرتم بالإهانة كما شعرت؟ ام أنني متطرف في حساسيتي لوحدي؟…..قالوا أنهم وزعوا ظروفاً فيها بعض المال هنا و هناك مع بعض كراديش اللحمة؟ أتراني أُعامل ككلب يلقون له بعض العظام بين الحين و الآخر اتقاء نباحه؟….مرة أخرى، أاكون المجنون الوحيد بين كل هذا الجمع، ان موقفي من الأمور متطرف جداً؟…. و الانكى من هذا أن تعج كل تلك الصفحات بالحمد و الثناء و الشكر على فلان و علان رضي الله عنهم و أرضاهم، أنهم تصدقوا علينا….
أذكر ذات نكتة، و قد حضرت اجتماعاً، أن عضو قيادة فرع أحد الأحزاب الحاكمة، أنه قال: يأتينا إلى مكاتبنا في مبنى قيادة الفرع ذوو الشهداء (المساكين) يطلبون المال منا، و لكن كما تعرفون -يقول العضو – لا يوجد لدينا مال، لذا نرسلهم إلى الأخ أبو علي….على فكرة الكلام السابق هو اقتباس بالحرف……أبو علي إياه كان جالساً على المنبر، و أبو علي هذا لم يكن سوى مسؤول كبير جداً، وكأن ابو علي سيعطيهم من جيبه، هل قلت جيبه؟ إلا يتعامل أغلبيتهم إن مافي جيبه وتلك الخزنة سواء؟….اعترضت على الكلام غاضباً جداً، وماكنت يوماً غاضباً كما كنت تلك اللحظات، أشحادين تسمينا ياهذا، وغبار أحذية أحبتنا تشرف مقامك ومقالك ومكانك؟… ولكن كم من مسؤول ينظر تلك النظرة؟…
و يسمون فلان وعلتان أعلاه أصحاب الأيادي البيضاء، حيف عليك يا إبراهيم إنك ستقابل ربك بتلك الاصابع السوداء، ولاعذر لك أنها من مقبض وزناد البندقية، وهذه اللحية الشعثاء، وذاك الشعر المغبر، وبدلتك المموهة المتسخة، والحذاء المهترىء…… بالله عليك، ألا تستحي أنك ستقابل ربك هكذا؟ قم وانظر اليهم، بدلات ارماني و عطورات شانيل و صرامي من جلود التماسيح، وسيعبرون الصراط إياه بسياراتهم اللامبرغيني……. هل كتبتها صح؟…
تنظر إلى نفسك في المرآة و تكاد تسأل نفسك من أنا و لا تجد الإجابة، تسأل نفسك السؤال الغبي التالي، هل أنا موالاة أم معارضة؟… أترانا فقدنا هويتنا؟ أترانا نعاني الانفصام؟ ….
تكور يديك و قدميك و تنزوي في تلك الزاوية إياها، لا يحق لك أن تصرخ فأنت اب و وام الصبي، هكذا قالوا، لتكتشف أنك لست إلا رقماً و شاهدة و أغنية و فنجان قهوة مرّة، وان دورك كحارس لهذه الجغرافيا أو كشهيد قد انتهى،وصار دورك حارساً لتلك الابراج والمرابع والمنتجعات، وأقصى مايمكن أن تصله أن تكون عاملاً داخل تلك المرابع، تتلقط العظام مابين الفينة والأخرى…..
من الصعب أن تبقى محتفظاً بما تؤمن في ظل حرب وأزمة شهدت الكثير من التحولات والتغيرات، وتداخلت فيها عوامل كثيرة جداً، تقف ضمن حفل واسع من الرمال المتحركة، تجاهد نفسك ومحيطك لتبقي على البقية الباقية مما تعتقد، ولكن هيهات، فما حدث ويحدث، لم يقضي على الأحلام فحسب، بل قضى حتى على الاوهام، تلك الأوهام التي كانت ملاذك الاخير……
نعم، أنا أخاف على الجمهورية، الجمهورية التي قرابة نصف جغرافيتها محتلة، والنصف الآخر يتقاسمه ذاك الحاكم بأمره وذاك الحاكم بأمر وهذا الحاكم بأمره، اخاف على الجمهورية ونصف مواطنيها يفترشون أرصفة شوارع المدن في ذاك البلد وذاك البلد، والنصف الآخر يفترشون أرصفة شوارع هذا الوطن، يضنيهم الجوع والبرد والمرض….أخاف على الجمهورية، ولم يبق من وزاراتها فاعلاً إلا وزارة أصحاب العمائم، كيف لا وفرقهم الدينية الشبابية تصول وتجول، وداعياتهم يقيمون الصلاة في الشوراع، وسادتهم يتصدرون المنابر والمجالس والفعاليات أياً كانت….
اخاف على الجمهورية، لأن الحرب لم تنتهي، ولكننا نتصرف وكأنها انتهت، نتصرف وكأننا انتصرنا….
نعم أيها السادة، نحن لسنا بخير، وهذا الاعتراف هو أول خطوة على طريق الحل…على فكرة ذاك الرفيق إياه صاحب الكلام عن ذوي الشهادة تواسط عند البعض بعد أن كتبت مقالاً قاسياً حول الحادثة، تواسط أن التقيه ليشرح موقفه ولكي احذف المقال…. وافقت على لقائه، استمعت إلى أول ثلاث جمل من كلامه، كان فيها الكثير من دموع التماسيح، بعدها ماعدت سمعت شيئاً من كلامه الذي استمر لدقائق، التهيت بلف سيجارة، وكنت أدعو الله أن يكون هناك نقطة أو فاصلة في حديثه، حتى أنني اللقاء واهرب، ما أنقذني أن التلفون قد رن، فكان أن هربت، عندما وصلت بيتي توضأت وصليت للرب ركعتين طلباً للمغفرة أنني جالسته……

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات