تخطى إلى المحتوى

الرقص مع ناسا……

* باسل الخطيب:

أما و قد أثار منشورنا الاخير حول الصورة التي عرضتها ناسا و التي التقطها التلسكوب جيمس ويب الاستهجان و الاستغراب و التساؤل، فقد قررنا الإيضاح، والايضاح مستويات، وهذا هو المستوي الاول…..
ما سأقوله لاحقاً هو مجموعة من الأسئلة و التساؤلات البسيطة و البسيطة جداً انطلاقاً من حقائق علمية صارت بمثابة البديهيات، نحن لا ندعي أننا نعرف، نحن نسأل حتى نعرف، هذا من جهة، أما من جهة أخرى فنحن لا نعتبر أن ما نسمعه من هنا و هناك أنه حقائق أو مسلمات، أياً كان المصدر، نوظف الشك في محاكمة أية معلومات، فأما أن ننتهي إلى القبول أو الرفض…..
لدينا بعض العلم و الكثير من العقل و البصيرة و الاستقراء ما يمنحنا الحق و الجرأة و القدرة على محاكمة الأمور، لسنا محكومون بعقدة (الخواجة) الغربي الذي لا ينطق عن الهوى، و إن كنا لا نمتلك أدواته المادية و التي نعوض بعض نواقصها بأدواتنا اللامادية، و لدينا قناعة مطلقة أنا ما يتم تقديمه من اكتشافات أو فتوحات علمية ليس بريئاً، و أن ذاك ذو مقاصد غير علمية البتة بالدرجة الأولى، و له مقاصده السياسية و الاقتصادية و العنصرية و الاهم مقاصده الدينية و اللادينية، و أن أي ( كشف علمي) يتم الإعلان عنه له ظرفه التاريخي، أو بكلام آخر أن توقيت الإعلان عنه يكون محسوباً بدقة و مقصوداً….
قد يثير هذا الكلام أعلاه بعض الضحك و بعض السخرية، لايهم، ما أريده من كلامي أن تفكروا خارج الصندوق، أن تفكروا بطريقة غير نمطية، نحن أشخاص علمانيون إلى أبعد الحدود، و لن نتواضع في هذا المقال، فعندنا بعض علوم الرياضيات و الفيزياء و الفلك وماورائها ما يجعلنا قادرين على طرح الأسئلة المناسبة، أكرر : الأسئلة المناسبة، وتلك الأسئلة ليست من باب التعجيز، و لايعني طرحنا إياها أننا لانعرف الإجابة على بعضها، إنما ذلك هو من مبدأ إطلاق عنان العقل للتفكر خارج القوالب الجاهزة، و لا يغرنكم ( البهرجة و التزويق) و جمال الصورة أياً كانت و حسن تسويقها……
أعيد تذكيركم بما كتبناه سابقاً عن نظرية الأكوان المتوازية، و نظرية الأوتار الفائقة التي أتت داعمة لها، و لنا من الدراية بكلتي النظريتين و كل ما يحيط بهما ما يؤهلنا أن نبدي رأينا و نحاكم، قلنا أن هذه النظرية ظهرت للعلن بعد أن تبين أن نظرية الكون الواحد بكل ما رافقه من تفصيلات ناتجة عن محاكاة حاسوبية، أفضت إلى وجود تصميم بارع للكون، وكأن الكون يملك وعياً، أنه كان يجهز كل الظروف المناسبة لظهور الحياة منذ الثواني الاولى التي تلت الإنفجار العظيم، تلك الحياة التي ظهرت بعد مليارات السنين، هذا أفضى إلى النتيجة القطعية التالية: أن خلف التصميم البارع يوجد مصمم عبقري، أفضت نظرية الكون الواحد الناتج عن الانفجار العظيم إلى إثبات وجود اللّه، تلك النتيجة لم تعجب الأكثرية فكان أن ظهرت نظرية الأكوان المتوازية كرد عليها و لدحض فكرة وجود الخالق….
علق أحد الأصدقاء الذي نحترم على منشورنا أن هؤلاء -و يقصد الناسا- قد قدموا للبشرية الكثير من الخدمات و أردف ببعض السخرية: و نحن مازلنا نبحث عن الماء بعيدان الرمان….. حسنا يا صديقي، هذا ملعبنا، تخصصنا الأساس هو الدراسات الجيوهندسية و الدراسات المائية، و نفذنا في هذا المجال العديد من المشاريع، و أنجزنا عشرات الدراسات، و لنا في ذلك كتباً و مقالات و أبحاث….هل تعرفون أيها السادة أن هامش الخطأ في البحث عن المياه بواسطة عود الرمان أقل منه لو استعملنا الأجهزة الجيوفيزيائية أو الأجهزة الصوتية؟؟.. أو استعمال أساليب الاستشعار عن بعد؟ لا تغرنكم غرابة و تعقيدات التسميات، نقول كلامنا هذا عن تجربة و دراية و عمل على الأرض، و إياكم أن تعتقدوا ولو للحظة أن طريقة عود الرمان شعوذة و سحر، بل هي طريقة على أسس علمية واضحة، و أقل تعقيداً من الأسس التي تقوم عليها الطرق الجيوفيزيائية و الصوتية و غيرها….. و سيكون لنا مقال مفصل عن هذه الطريقة لاحقاً…..
نعود إلى صورة ناسا إياها، و إليكم الأسئلة:
لطالما كانت الطبيعة بخيلة، و المادة الموجودة في كوكب الارض هي هي، هي فقط تتحور من طور إلى طور، أي أن لكل دقيقة من الدقائق مكانها و مهمتها، لاتوجد ولو ذرة زائدة أو ناقصة، وكل القوانين التي نعرفها قامت على هذه الحقيقة، و عليه لماذا كل هذه الكمية الهائلة و الهائلة و الهائلة جداً من المادة الموجودة في الكون؟ ما ضرورة وجودها؟ أليس سؤالاً يُسأل؟…..
قالوا إن الصورة تظهر لقطة للمجرات التي تكونت قبل أكثر من 13مليار عام، أي بعد فترة وجيزة من الانفجار العظيم، كما قالوا، وكأن نظرية الانفجار العظيم صارت مسلمة علمية، عدا عن ذلك كيف أمكن تحديد هذا العمر،13مليار عام؟ الكلام يعني علمياً أن الضوء قد قطع مسافة ما خلال 13مليلر عام، وبما أن سرعة الضوء معروفة، فيكون عليهم معرفة المسافة حتى يحددوا الزمن المذكور أعلاه، نحن نتحدث عن مسافة هائلة وهائلة جداً، قولوا لي يامن انبهرتم بالصور، كيف قاسوا هذه المسافة حتى حسبوا الزمن، نحن نتحدث عن ابسط قوانين الفيزياء، أي المعلوماتي كانتا قبل، المسافة أم الزمن؟ وان كنا لا نعرف، ارجو ان تخبرونا إن كانت هناك طريقة أخرى، وانا اكيد أنه لاتوجد طريقة أخرى…عدا عن ذلك ارجو ان يعطيني أحد ما إجابة شافية على السؤال التالي، كيف أمكن لهم تحديد عمر الكون ب 14مليار عام؟ أنا ما زلت أسأل بسيطة، أنا مازلت في المستوى الاول الإيضاح، أجيبوا على هذه الأسئلة حتى نكمل….
قالوا إن الصورة تبين لأول مرة بدقة كبيرة ظاهرة التأثير العدسي الجذبوي او الثقالي، هذه الظاهرة وبكلمات بسيطة، اذا كانت هناك كتلة ضخمة جدا من المادة فهي ستقوم بلوي الزمكان، وأنها ستقوم حتى بلوي الضوء الدي يمر بقربها….
ظاهرة التأثير العدسي الثقالي تمكننا من رؤية أجسام سواء كانت نجوم أو مجرات لايمكن رؤيتها بشكل مباشر لأنها تقع خلف نجوم أو مجرات أخرى، لكن عندما ينحني الضوء القادم من خلفها بسبب انحناء الزمكان، فهذا سيمكننا من رؤيتها…

حسناً، إذا كان الضوء ينحني، هذا يعني أنه يقطع من مصدره مسافة تطول، وبالتالي يكون حساب المسافة حتى مصدر الضوء غير دقيق، وبالتالي تحديد الزمن غير دقيق أبداً، أليس الكلام منطقياً؟ أتراني أطرح ألفاظاً معقدة؟ واعيد تذكيركم، نحن مازلنا في المستوى الاول للإيضاح…..
عدا عن ذلك وحيث ينحني الضوء، هذا يعني أننا نستطيع وباستعمال تلسكوبات بسيطة أن نرى سنوات حياتنا السابقة، وقد نستطيع رؤيتها بالعين المجردة، هل سبق وطرح عليكم أحد ما هذا الاستنتاج؟ قولوا لي أن هذا ليس صحيحاً، واعرف انكم ستقولون ان هذا غير ممكن، لانكم ستنقضون تلك النتيجة التي تقول إنه لايمكن لأي جسم أن يتجاوز بسرعته سرعة الضوء، والتي هي أضحت بمثابة مسلمة علمية…
نستعمل في اللغة العربية كلمات هي الضوء والضياء والنور، هل قولاً واحداً لاتحمل نفس المعنى، وقد ذُكرت في القرآن الكريم، ولايوجد في القرآن الكريم ترادف، فهي إذن تحمل معاني مختلفة….
ثم مالذي يمنع أن يتجاوز جسم ما سرعة الضوء؟ أقصد مالمانع العلمي؟….يقولون إن ذلك يعني أنك ستعود بسنين حياتك إلى الخلف، وماذا في ذلك؟ ثم هل هذا يعني الجسد أيضاً؟….لن تجد إجابة وافية….
قد يقول البعض، لماذا إذاً كل تلك التلسكوبات والأجهزة ومراكز الأبحاث والعلماء وكل تلك التكاليغ؟، تلك لها أجابتها ولكن المقال قد طال، وتذكروا مازلنا في المستوي الاول للإبضاح…..مع احترامنا الشديد لكل الأراء على اختلافها وتنوعها……

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات