قبيل انطلاق قمة ضامني مسار «أستانا»، روسيا وإيران وتركيا، في العاصمة الإيرانية طهران المرتقبة بعد غد الثلاثاء، عزز الجيش العربي السوري والقوات الروسية وجودهما على خطوط تماس المناطق التي يهدد زعيم النظام التركي باحتلالها على حين غرّة لإقامة ما يسميه «المنطقة الآمنة» المزعومة بعمق ٣٠ كيلو متراً داخل الأراضي السورية.
وعمدت موسكو ودمشق، وعبر توسيع رقعة انتشار قواتهما على خطوط التماس مع جيش الاحتلال التركي ومرتزقته شمال وشمال شرق سورية، إلى نزع فتيل التصعيد العسكري الذي يتوعد به نظام أردوغان وإلى تبديد ذرائعه الواهية بشن عدوان لاقتطاع مناطق سورية جديدة إلى دائرة نفوذه.
وفي هذا الإطار وضمن المساعي القائمة ذاتها، شهد يوم أمس زيادة عديد وعتاد الجيش العربي السوري في ريف حلب الشمالي وفي ريف تل تمر شمال غرب محافظة الحسكة، وذلك بعد استقدام جيش الاحتلال التركي ومرتزقته مزيداً من الحشود العسكرية لاستكمال استعدادات العدوان في المناطق المنتخبة لبدئه، والتي حددها النظام التركي بتل رفعت شمال حلب ومنبج في ريف المحافظة الشمالي الشرقي، كمرحلة أولى.
وأفادت مصادر أهلية في ريف حلب الشمالي الأوسط لـ«الوطن»، أن الجيش العربي السوري والقوات الرديفة له، استقدما تعزيزات إضافية أمس وفي اليوم الذي سبقه إلى خطوط تماس جبهات مارع وإعزاز وعفرين بريف المحافظة المهدد بشن عدوان لاحتلاله وصولاً إلى تل رفعت.
وأكدت المصادر أن الجيش العربي السوري رفع جهوزيته العسكرية في تل رفعت، التي هدد النظام التركي بشن عملية عسكرية باتجاهها بعد عيد الأضحى المبارك، بعدما حصن مواقعه إلى الشمال منها، وخصوصاً في مطار منغ وخطوط جبهات القتال القائمة قبالة حشود ونقاط جيش الاحتلال التركي، الذي استقدم عبر معبر باب السلامة الحدودي ٩ أرتال عسكرية إلى هذه الجبهات مع جبهات منبج خلال تموز الجاري.
أما في ريف ناحية تل تمر بريف الحسكة الشمالي الغربي، ساد هدوء حذر أمس عند خطوط التماس التي تفصل الجيش العربي السوري وميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» من جهة، وجيش الاحتلال التركي ومرتزقته التي يسميها «الجيش الوطني» من جهة أخرى، وفق قول مصادر محلية في تل تمر لـ«الوطن».
وأشارت المصادر إلى أن الهدوء جاء على خلفية تحصين الجيش العربي السوري أمس لمواقعه في الناحية التي تتعرض بين الحين والآخر لقصف مدفعي مكثف يستهدف المدنيين لإرغامهم على الفرار من تجمعاتهم السكنية بغية تسهيل احتلالها مع بدء العدوان التركي.
وفي ريف عين العرب الجنوبي شمال شرق حلب، عززت القوات الروسية وجودها في قاعدة صرين الجوية، التي سيطرت عليها منتصف تشرين الأول من العام ٢٠١٩ إثر انسحاب جيش الاحتلال الأميركي منها، وأعادت تأهيلها نظراً لأهمية موقعها قرب الحدود التركية وعلى بعد ٥٠ كيلو متراً إلى الشرق من منبج، التي كثف الجيش العربي السوري والقوات الروسية انتشارهما فيها أيضاً بالقرب من خطوط التماس مع جيش الاحتلال التركي ومرتزقته.
وتواترت الأنباء في الأيام الأخيرة عن تمركز أسلحة ثقيلة وأخرى نوعية تابعة للجيش العربي السوري بالقرب من خطوط جبهات القتال شمال حلب، بعد اتفاق مع «قسد» بهذا الخصوص، لتقوية دفاعات الجبهات التي يتوقع أن تشهد عدوانا من النظام التركي في أي لحظة
الوطن