تخطى إلى المحتوى

الأبعد عن الحقيقة.. الأقرب الى الفساد!!

بانوراما سورية- عبد العزيز محسن:
لا ادري لماذا كل هذا الاستخفاف بعقول الناس وهذا التلاعب المهين في الكلام وبجوهر الحقيقة.. فما حدث خلال الايام القليلة الماضية في موضوع الكهرباء في محافظة طرطوس يرسم الكثير من علامات الاستفهام والتعجب، ويؤكد “المؤكد” بأن الأيادي “الخبيثة” لا تزال تعبث وتخرب وتحاول إلحاق الضرر والأذى بالناس ولا تزال تعمل على زيادة الشرخ ما بين المواطن وقيادته من خلال التضيبق عليه معيشياً وخدمياً…
والآن تم إعادة بعضاً من الحقوق “الكهربائية” الى اصحابها استجابة للضغط “الشعبي” وحملات “الفيسبوك” والتي اثمرت عن زيادة في حصة المحافظة من “الميغاوات” وبالتالي ارتفاع مدة التغذية من ٤٥ دقيقة الى حوالي الساعة ونصف..
وهنا يحق لنا طرح بعض التساؤلات والهواجس من وحي ما يحدث في ملف الكهرباء..
اولاً.. هل يرى المعنيون بأن السبيل الوحيد للاستجابة لحقوق الناس هو الضغط الشعبي وحملات الفيسبوك؟؟! هل هذا هو خلاصة العمل المؤسساتي وخطط الإنماء المتوازن والحرص على العدالة الاجتماعية وتكافئ الفرص؟!
ثانياً.. فيما يتعلق بتصريحات الوزير والمعنين بالشأن الكهربائي بأن الوضع الكهربائي سيتحسن مع بداية الصيف.. رأينا للأسف حدوث العكس!! وهذا يحدث دائماً ولا جديد في الموضوع..
ايضا كان مستغرباً ومستهجناً تصريحاتهم بأن كامل ما يستجره القطاع الخاص من الكهرباء بواسطة الخطوط الساخنة المعفية من التقنين لا يتعدى ال ٥ ميغا. .وطبعا هذا الكلام غير صحيح حيث اكد لنا مصدر موثوق في الشركة العامة لكهرباء طرطوس بأن الرقم الحقيقي اعلى من ذلك بكثير، فمحطة تحويل “سمريان” لوحدها لديها مخارج معفاة لمنشآت صناعية وتجارية بأكثر من ٨ ميغا لوحدها كحد ادنى (ولدينا قائمة بالمنشآت المعفية) فما بالك بباقي المحطات على امتداد المحافظة.. وهذا نموذج لمضمون تصريحات معظم المسؤولين لتمرير وتبرير تحيزهم واعمالهم “المخفية”..
نقطة اخرى.. طالما استجابة الوزارة لمطالب الناس ورفعت فترة التغذية الكهربائية حوالي ١٠٠% فهذا يعني انها قادرة ولديها الامكانية لذلك.. فلماذا اذا هذه الحركات الناقصة وربما المشبوهة!!؟
ايضا هناك نقطة هامة لابد من الإشارة إليها تتعلق بشاليهات الرمال الذهبية، حيث استطاع القائمون عليها من خلال نفوذهم وعلاقاتهم الحصول على قرار بتحويل تصنيفها من اشتراكات تجارية الى منزلية بحجة انهم لا يؤجرونها وبأنها فقط للاستعمال الشخصي! وبالتالي يتم يدفعون فواتيرهم بالسعر المنزلي المدعوم..وليحصولوا في وقت لاحق على دعم اضافي بخط ساخن معفي من التقنين على حساب حصة المواطن.. وهذا جزء بسيط من اللعبة الكهربائية التي تحدث في طرطوس والتي يدفع ثمنها المواطن العادي وخزينة الدولة بآن معا ويقطف ثمارها اصحاب النفوذ وشركائهم من بعض الفاسدين في الجهات العامة المعنية..
بالتأكيد هذا نموذج مصغر وبسيط لما يحدث في الكثير من المحافظات.. وما خفي اعظم واكثر ألماً عن حجم ومستوى الهدر والفساد والظلم تحت حجة ضعف الامكانات والعقوبات وما الى ذلك من المبررات التي لم تعد تقنع احد.. وما نتمناه اليوم هو الإسراع في فتح ملف الكهرباء على مصراعيه من اعلى الجهات والتحقيق في ملابسات ما يحدث وكشف الخفايا والتجاوزات ومحاسبة الفاسدين والمقصرين ووقف الهدر وإعادة بعضاً من الحقوق الى المواطن المنهك بهموم الحياة وتكاليف المعيشة التي اصبحت لا تطاق ولا تُحتمل.. فهل نرى شيئاً من هذا القبيل الذي يكون بارقة امل لإصلاح حقيقي ولإعادة الاعتبار لقوة الدولة في محاربة الفساد والهدر وبتحريم وتجريم كل من يسيئ الى كرامة المواطن ويقلل من شأنه في اي موقع كان..

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات