تخطى إلى المحتوى

الجيش أنهى تحضيراته في منبج وتل رفعت وعزز في عين عيسى وعين العرب … المقداد في طهران اليوم تزامناً مع قمة قادة «أستانا» والملف السوري على سلّم الأولويات

تزامناً مع انعقاد قمة قادة مسار «أستانا» في إيران للبحث في مسألتي «خفض التوتر» في الشمال السوري و«إدارة الأزمة الأمنية» بين أنقرة ودمشق، وفق تعبير وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، يحط وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد في العاصمة طهران اليوم في زيارة يلتقي فيها نظيره الإيراني ويبحث كل المسائل المرتبطة بمباحثات «أستانا» ونتائجها المرتقبة.

مصادر مطلعة بينت لجريدة «الوطن»، أن وزير الخارجية سيجتمع مع نظيره الإيراني صباح غد الأربعاء، للبحث في العلاقات الثنائية ونتائج قمة «أستانا».

بدوره اعتبر مصدر إيراني في دمشق متابع لتطورات الأحداث في سورية في تصريح لـ«الوطن»، أن قضية التصعيد التركي في الشمال السوري ستكون على سلم الأولويات في المواضيع التي ستبحثها قمة قادة «أستانا»، مشيراً إلى أن زيارة المقداد لها علاقة مباشرة بما يتم الحديث عنه أو الاتفاق حوله خلال القمة الثلاثية بين روسيا وإيران وتركيا.

وعبّر المصدر عن اعتقاده بأن ينتج شيء إيجابي عن هذه القمة بما ينهي فتيل الأزمة والتصعيد في الشمال السوري، وإنهاء أي احتمال لأي عمل عسكري تركي، وإعطاء ضمانات أو تطمينات للجانب التركي من قبل إيران وروسيا الحليفين الرئيسيين لسورية في الأوضاع التي تجري الآن، وكذلك تطمين أنقرة بأنه لا تهديد للأمن التركي من الشمال السوري وهذا الأمر سيكون بالاتفاق مع الكرد، وأضاف: «بما أن تركيا قلقة من الوجود الكردي في شمال سورية فمن الممكن للروس والإيرانيين إعطاء تطمينات أو ضمانات كهذه».

وأشار المصدر إلى أنه ومع انتشار الجيش العربي السوري في المناطق الحدودية، فإن هناك تماثلاً بين ما يجري اليوم وما حصل في الدرباسية في العام 2017 عندما كان هناك تسيير دوريات مشتركة بين الأكراد والروس وأن تكون مقرات للجيش العربي السوري على الحدود حتى يتم نزع فتيل الأزمة والتصعيد في تلك المنطقة، مبيناً أن الاتفاق سيكون خلال القمة بما يشبه هذا الأمر، وأضاف: «ليس مستغرباً أن يكون هناك حضور لرئيس الدبلوماسية السورية في طهران لكي يتابع أول بأول ما يحصل وما ينوي الأطراف الثلاثة الاتفاق حوله ونقل رأي ووجهة نظر سورية تجاه التطورات».

وقبيل ساعات من انطلاق قمة «أستانا»، جددت روسيا موقفها المبدئي الرافض لأي عدوان تركي على الأراضي السورية، وقال مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف في مؤتمر صحفي بموسكو: «بالنسبة لخطط تركيا القيام بعملية جديدة ضد التشكيلات الكردية في شمال سورية، فمن الطبيعي أن تناقش هذه المسألة (خلال القمة).. موقفنا الروسي المبدئي هو أننا نعارض أي أعمال تنتهك المبدأ الأساسي للتسوية السورية، المنصوص عليها في قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وفي قرارات صيغة أستانا، وهذا احترام لسيادة سورية ووحدتها وسلامة أراضيها».

وأضاف: «نعارض أي أعمال من شأنها انتهاك المبادئ الأساسية للتسوية السياسية في سورية بما فيها الأنشطة الأميركية التي لا تزال عاملاً لزعزعة استقرار الوضع وتشجيع النزعة الانفصالية شرق نهر الفرات».

وأوضح، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظراءه من إيران وتركيا إبراهيم رئيسي ورجب طيب أردوغان سيناقشون خلال قمتهم في طهران اليوم قضايا المساعدات الإنسانية لسورية، وقال: «من المتوقع أيضاً أن يدرس رؤساء الدول بالتفصيل الخطوات على المسار الإنساني للتسوية، فالوضع الاجتماعي الاقتصادي في سورية صعب للغاية، كما أنه معروف للجميع، أن العقوبات الأحادية غير الشرعية من جانب الغرب ضد دمشق كان لها أثر سلبي خطير».

على خطٍّ موازٍ، قال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، وفق «سبوتنيك»: إن «الجانب التركي يتحدث عن احتمال شن عمليات عسكرية تصل إلى 30 كيلومتراً داخل الحدود السورية، ونحن نحاول حل هذه الأزمة بالوسائل السياسية».

وأضاف: «في هذه الظروف الحساسة، العملية التركية التي يتحدث عنها الجانب التركي واحدة من مواضيع اجتماع أستانا في طهران بين الزعماء، وبدلاً من الذهاب إلى الحرب ومشاهدة موجة جديدة من النزوح في سورية، يجب أن نستطيع حل وفصل هذه المشكلة عبر السبل السياسية».

وأوضح، أن محور قمة أستانا في طهران سيكون «تثبيت أساس عملية أستانا، الذي هو تخفيف حدة التوتر في مناطق الصراع في سورية، وإدارة الأزمة الأمنية الجديدة بين سورية وتركيا».

المعطيات السياسية توازت مع إنهاء الجيش العربي السوري تحضيراته في تل رفعت ومنبج شمال وشمال شرق حلب للتصدي لأي عدوان تركي محتمل.

الجيش وضع أمس لمساته الأخيرة على خطوط تماس الجبهات المرشحة لأي غزو محتمل، بعد أن أنهى رفد قواته بالقرب منها بتعزيزات إضافية من عديده وعتاده ووسع رقعة انتشاره على طول الجبهات، وخصوصاً تل رفعت ومنبج.

وأكدت مصادر محلية في مدينة منبج لـ«الوطن» وصول تعزيزات جديدة أمس للجيش العربي السوري إلى خطوط تماس القتال مع جيش الاحتلال التركي ومرتزقته التي يسميها «الجيش الوطني»، انتشرت على طول خط نهر الساجور، وخاصة في محيط بلدة العريمة.

ولفتت المصادر إلى أن حشود الجيش العربي السوري إلى منبح، هي الثانية في غضون يومين والثالثة خلال ١٠ أيام، وذلك بعد أن أنهى الجيش العربي السوري تثبيت وتعزيز نقاطه في جبهات تل رفعت بريف حلب الشمالي الأوسط خلال الأيام المنصرمة.

وكالة «سانا» أفادت بدورها بأن وحدات من الجيش العربي السوري قامت بتعزيز مواقعها في مدينتي عين عيسى وعين العرب بريفي الرقة وحلب، ولفتت إلى أن هذا الإجراء يأتي في سياق الخطوات التي تقوم بها الدولة لترسيخ الأمن والاستقرار على كامل الجغرافيا السورية.

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات