تخطى إلى المحتوى

ويوم يبدل الله الأرض غير الارض….

*باسل الخطيب:

على مدى أسابيع ونحن نتابع أخبار الجفاف في دول اوروبا الغربية، ومن جملة ماقيل، أن هذه هي أسوأ موجة جفاف تصيب غرب أوروبا منذ 500 سنة، عدا عن ذلك، ظهرت مؤشرات خطيرة تدل على أن الأمور تتجه نحو الأسوأ، حيث انخفضت مناسيب الكثير من الأنهار الحيوية، و للمفاجأة، ظهرت في قيعانها صخور كانت قد سميت صخور الجوع، على هذه الصخور كتابات تشير أنه عندما يصل منسوب النهر إلى الحد الذي نرى فيه هذه الصخور وتقرا هذه الكامات، فهذا مؤشر على أن الأسوأ قادم، وان المجاعات واقعة لامحالة ….
وفي في المقابل، لاحظنا هطولات مطرية شديدة الغزارة في أماكن أخرى من العالم، لم نعتد فيها على هكذا هاطل مطري، كما في السودان واليمن والسعودية….
المؤشران السابقان أعلاه، يبدوان وكأنهما شذوذان طارئان في سياق طبيعي ما، و لكن حالات الشذوذ هذه تتكرر كثيراً، و عندما تتكرر الحالات بشكل دوري يصير تسميتها خطوات متدرجة في سلسلة متصلة تفضي إلى نتيجة مختلفة حكماً….
قرأت مقالاً يفسر ما يحصل من جفاف في أوروبا أنه بسبب حصول انحراف لمحور الأرض، تم رصده العام الماضي، نريد أن نشير إلى نقطة مهمة أن الشذوذوات المناخية و غيرها التي تشهدها الكرة الأرضية خلال العقود الثلاثة الماضية لها كما يقال أسبابها المختلفة، و إن كنا نعتقد أن زيادة انحراف محور الأرض له التأثير الأكبر في شدة و تواتر الشذوذات، و قد يكون له نتائج جذرية على كل أنماط الحياة على هذا الكوكب….
كيف يمكن أن نفسر هذا الانحراف؟؟؟…يميل محور الأرض عن الوضع الشاقولي بزاوية مقدارها ، و أي زيادة في انحراف هذا المحور عن هذا الوضع الطبيعي عائد بالدرجة الأولى كما نعتقد إلى اختلاف توزع الكتلة على سطح الكوكب، و هذا التوزع ليس ثابتاً فهو يتغير باستمرار و خاضع لكل أشكال العمليات التي تحصل على سطح الكوكب أو في جوفه، علماً أن الكتلة إياها تبقى ثابتة دائماً….
نعتقد أن ارتفاع درجة حرارة الارض خلال السنوات السابقة، أدى إلى ذوبان كميات كبيرة من الثلوج، و كل تلك الكميات الهائلة من المياه الناتجة عن الذوبان، انزاحت باتجاه محدد بعينة، فأصبح هناك كتلة إضافية من المادة في هذا الاتجاه، أدت إلى انحراف المحور بشكل طفيف في هذا الاتجاه…..
لو عدنا إلى التاريخ، نرى أن هكذا انحراف لم يكن فريداً، فقد حصل انحراف لمحور الأرض قبل تسعة آلاف سنة أدى إلى تغير في انحناء الكوكب، منا أدى إلى تتغير في شدة قوة أشعة الشمس التي تضرب كل بقعة على الأرض، و يبدو من الملاحظات التاريخية أن هذا الانحراف دوري، فقد عاد محور الأرض إلى موقعه الأساسي قبل خمسة آلاف و خمسمئة سنة….
الانحراف الأول أدى إلى انتقال أمطار خط الاستواء شمالاً، من يعتقد أن صحراء شمال إفريقيا ( الصحراء الكبرى) و( صحراء شبه الجزيرة) و صحراء ( أفغانستان) و (إيران) و (ازاسط أوساط آسيا) كانت صحراء دائماً مخطئ تماماً، هناك الكثير من الدلائل التي تشير إن هذه المناطق كانت خضراء بالكامل و كانت أمطارها غزيرة و يوجد فيها الكثير من الأنهار و البحيرات، و بسبب هذه الطبيعة عاشت فيها حيوانات متنوعة من الأسود و الفهود و الغزلان و الزرافات و التماسيح و فرسان النهر……. التي تم اكتشاف الكثير من هياكلها العظمية المتناثرة في هذه الصحراء القاحلة، عدا عن ذلك لا يمكن تفسير خزانات المياه الجوفية الهائلة و المنتشرة في هذه الصحاري، و تفسير وجود الواحات، إلا كانت سابقاً مناطق غزيرة الأمطار، و عندما عاد محور الأرض إلى موقعه الثابت قبل خمسة آلاف و خمسمئة عام كما ذكرنا سابقاً، قلت الأمطار تدريجياـ ، وعادت صحراء كما نعرفها الان…..
تبين الصور الفضائية أنه كان هناك مسار نهر طوله قرابة 1200 كيلومترا يقع في شبه الجزيرة العربية، وكان يقسمها إلى نصفين، شمالي وجنوبي، وكان على مايبدو ينبع من سلسلة جبال الحجاز جنوب المدينة المنورة بقليل، غرب السعودية، ويجري باتجاه الشمال الشرقي عبر وادي الرمة، ويتابع مسيره نحو حفر الباطن، ثم يلتقي أنهار كارون الإيراني ودجلة والفرات العراقيين، حيث تصب الأنهار الأربعة في موقع يحتمل أنه كان الكويت، أو نقطة أخرى في جوارها…
في القرآن الكريم، تحدث فرعون عن تلك الأنهار التي تحته، ولم يقل نهر، إنما أنهار، وفي مصر الحالية لايو إلا نهر واحد، فهل يعقل أن فرعون الحقيقة عو غيره فرعون التاريخ؟ وأن مصر الحقيقة هي غيرها مصر الحقيقة؟…
عدا عن ذلك هناك إشارة في الميثولوجيا الخاصة ببلاد الرافدين وفي سفر التكوين إلى الأنهار الأربعة والتي ذكرت أكثر من مرة نصاً صريحاً….
​​وعبر التاريخ، تم استخدام مجرى نهر الرمة الجاف كـ”طريق سريع” وصل بين اليمن والقرن الإفريقي، من ناحية، والبصرة وجنوب إيران، من ناحية ثانية. وهو ما قد يفسر سبب كثافة الرقيق الإفريقيين جنوب العراق، وهي كثافة سمحت لهم بالثورة على الخليفة العباسي في العام 869 ميلادية وإقامة إمارة دامت 14 عاماً….
السؤال الذي يطرح نفسه هنا ، لماذا حصل انزياح لمحور الأرض قبل 9000عام، ولماذا عاد محور الأرض إلى وضعه الطبيعي قبل 5500عام؟؟.. نعتقد أن الانحراف الأول والذي تزامن مع نهاية آخر عصر جليدي عرفته الارض، ولاحقا عودة المحور إلى الوضع الطبيعي، عائد الى نفس سبب الانزياح الحالي عام 2021، ان التغير في توزيع المياه على الكرة الارضية، سواء كانت صلبة (الجليد) ، أو سائلة يؤدي إلى زيادة الكتلة في جهة نا، ويحصل الانجراف في ذات الاتجاه …
يمكن القول أو الاستنتناج، أنه ونتيجة لهذا الانزياح في المحور، سينتقل القطب الشمالي ونتيجة ذوبان كتل الجليد، وتحديداً في جزيرة غرينلاند، نحو خط غرينتش، وذلك نتيجة للاختلاف في توزيع الثقل على الكرة الأرضية…….
لدي قناعة شبه مطلقة، وهي نتيجة تقاطع معلومات في مختلف المجالات الجيولوجية والهيدروجيولوحية والمستحاثية والفلكية والتاريخية والفيزياپية والكيميائية والعقائدية أن هناك أكثر من قيامة قد قامت سابقاً، وأن هذه الأرض، وأقصد كوكب الارض، قد قلب أعلاها سافلها أكثر من مرة، وأن الكثير من المعلومات التي يتم ترويجها في الكثير من المجالات هي معلومات تضليلية مجافية للحقيقة بالمطلق….
البيئة أو الحيز الجغرافي هو الصانع الاول للتاريخ، وتزوير التاريخ استلزم التعتيم و التضليل الذي ذكرته أعلاه….
حان الوقت لكي يكتب التاريخ العارفون إياهم وليس المنتصرون أو المناصرون……

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات