بعد الأنباء التي تحدثت عن طلب الاستخبارات التركية مما يسمى «الائتلاف» المعارض الذي تهيمن عليه «الإخوان المسلمين» مغادرة الأراضي التركية، كشفت مصادر عن توقف الدول الممولة له عن دفع تكاليف نشاطاته.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن مصادر خاصة أن هذه الدول «توقفت عن تغطية النفقات المالية والمصاريف الشخصية وأجور السفر التي تترتب على النشاطات السياسية والاجتماعية والندوات والاجتماعات التي يقوم بها أعضاء «الائتلاف السوري المعارض» في المدن التركية».
وأكدت المصادر، أن «توقف دفع تكاليف النشاطات ليست وحدها ما يفصح عن تبدل مزاج الدول الممولة لـلائتلاف، إذ إن رواتب أعضاء الائتلاف هي الأخرى تأخرت خلال الشهرين الماضيين لأكثر من 15 يوماً».
ولفتت إلى أن أعضاء «الائتلاف» يواجهون حالياً مشكلة تتمثل في تأمين المصاريف اللازمة لسفر أعضائه إلى نيويورك لحضور اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد عدة أيام، حيث لم تقم أي دولة مانحة، من ضمنها تركيا، بتقديم أي مبلغ مالي يغطي تكاليف هذه الرحلة المكلفة والحجوزات الفندقية الباهظة التي يتطلبها حضور أعضاء من «الائتلاف» هذا الاجتماع.
وأشارت المصادر إلى أنه على الرغم من أن معظم أعضاء «الائتلاف» لديهم استثمارات تجارية وسياحية وصناعية في تركيا تعود عليهم بأرباح مالية كبيرة سنوياً، إلا أنه لم يسبق أن قاموا بتمويل نشاطات «الائتلاف» ورحلاته سواء داخل تركيا أم خارجها بشكل شخصي.
وفي الـ31 من الشهر الماضي، كشف محضر اجتماع بين الجانب التركي و«الائتلاف» عن إذعان الأخير للأول بتسويق رغبته بالتقارب مع الحكومة السورية في أوساط «المعارضة» في شمال سورية، وإبلاغ الأول الثاني بأنه من المحتمل تخفيض المبلغ الذي يسلمه له وخفض الرواتب خلال الفترة القادمة.
المحضر الذي جرى تسريبه ونشر في عدد من الصفحات الزرقاء، ولم ينف «الائتلاف» ما ورد فيه، أوضح أن الاجتماع جرى في إسطنبول بتاريخ الـ 21 من آب الماضي، وحضره رئيس «الائتلاف» سالم المسلط وأمينه العام هيثم رحمة ورئيس ما تسمى «هيئة التفاوض» بدر جاموس ورئيس ما تسمى «الحكومة المؤقتة» عبد الرحمن مصطفى والرئيس المشارك في لجنة مناقشة تعديل الدستور هادي البحرة وسفير «الائتلاف» في تركيا نذير الحكيم، ومن الجانب التركي «أبو حمزة» من الجهاز (الاستخباراتي) وأردم من وزارة الخارجية والمترجم «أبو محمد».
ووفق المحضر، أشار جاموس إلى أنهم يريدون معرفة إذا كان هناك تغير في الموقف التركي في الملف السوري من دمشق، فـ«إذا كان هناك أي تغير أعلمونا، ونحن نقوم بتسويق المشروع من خلال مكونات «الائتلاف» الموجودة في الداخل ومن خلال زيارات ننظمها معكم إلى الداخل ونلتقي مع الناس ونسوق معهم هذا المشروع».
أردم من جهته قال: «استغرب أحياناً اللغة التي تتحدث بها المعارضة، ألستم أنتم من وافق على 2254 وعلى العملية السياسية واللجنة الدستورية، نحن لم نجبر أحداً على ذلك، وأضاف «لا أعلم إذا كنتم توافقون على أمر لا تعرفونه جيداً، إذا كنتم غير موافقين على 2254 لننهي الاجتماع وننصرف إذ لا فائدة من أي حديث».
وأنهى أردم الاجتمــاع بالقول: «ملاحظة أخيرة، تعرفون الوضع الاقتصادي الذي نمر به، من المحتمل أن يتم تخفيض المبلغ الـذي نسلمه للائتلاف، لذلك ينبغي عليكم تحضير أنفسكم بشـكل جيد لأنه قد نضطر لخفض الرواتــب خلال الفترة القادمة».
الوطن