أكد المفتي العام للجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون أن الجانب الدولي بدأ يتلمس بوضوح حقائق ما يجري في سورية وعواقبه حيث “سيعم ما يحدث فيها على العالم كله إن كان سلاما أو حربا”.
وقال سماحة المفتي في لقاء مع الصحفيين بموسكو إنكم سمعتم ممن يدعون أنهم أصدقاء سورية في لندن أنهم قالوا إن لا حل في سورية سوى الحل السياسي وهم الذين كانوا يبشرون دائما قبل عامين بالدعم العسكري وبالقتل لافتا إلى أن سبب تراجعهم ليس من أجل سورية إنما لأنهم شعروا جميعا أن هذه النار التي أشعلوها بأيديهم في سورية ستمتد إليهم.
وأشار المفتي حسون إلى أن التطرف مرض وإذا وجد في مكان فسيمتد إلى كل مكان وقال “إن سورية حذرت من خطر التطرف وكانت تحاربه منذ سنوات لذلك لم يستطع أن ينتصر فى سورية متوقعا أن ينقلب هذا التطرف ليعود إلى المكان الذي أرسل منه.
وأوضح سماحة المفتى العام للجمهورية أن سورية الآن تحملت ضريبة الوقوف في وجه التطرف العالمي مشددا على أن هذا التطرف ليس عربيا ولا إسلاميا وإنما هو عالمي.
ولفت إلى أن العالم بأجمعه أدرك ذلك وهذا أيد بالإجماع الحل السياسي والذهاب إلى مؤتمر جنيف خضوعا لما أصر عليه الشعب السوري على أن سورية شعب واحد وأن السوريين بكل أطيافهم قادرون على أن يعيدوا إلى وطنهم ما فقده شرط أن ترتفع الأيادي التي تدخلت في وطنهم.
وأضاف المفتي إن السوريين ظلموا ممن اعتقدوا أنهم من الأشقاء العرب إضافة الى قيام غير العرب بالعمل لصالح مصالح إسرائيل وأقول لهم إن سورية الآن هى التي انتصرت والدليل أن الجميع يطلبون السلام فيها لأنه سلام لهم”.
وحول احتمالات انعقاد مؤتمر “جنيف 2” حول سورية قال المفتي حسون سواء انعقد مؤتمر جنيف أم لم ينعقد فإن السوريين قالوا كلمتهم بأنه لا حل عسكريا في سورية معتبرا أنه إذا انعقد المؤتمر فهو لصالح سورية وإذا لم ينعقد فستبقى سورية تقاوم الإرهاب حتى تنظف أرضها منه وعلى الآخرين أن يتحملوا مسؤولية ذلك.
وأشار المفتي حسون إلى أن المشاركين فى اجتماع ما يسمى “أصدقاء سورية” في لندن خرجوا مختلفين وبحالة فوضى مذكرا بأن أعضاء تلك المجموعة كانوا يضمون مئة دولة ولم يبق منهم اليوم إلا إحدى عشرة دولة وأكبر دولة فيهم بالنسبة لهم هي قطر.. نهنئهم بها.
وأضاف سماحة المفتي العام أما بالنسبة لنا فاننا نحترم العالم جميعا وتعلمنا أن نحترم العالم فإذا كانت قطر والسعودية وتركيا هي التي ستقرر مصير المنطقة وتفرض على سورية الشروط بمعونة من وراءهم فنقول يكفي سورية أن الله معها ومن كان الله معه لا ينتصر عليه أحد.
وسخر المفتي العام للجمهورية مما طرحه أعداء سورية بالسابق وقال إنهم وعدونا منذ سنتين تقريبا أن ينهوا الأمر ويصلوا في المسجد الأموي وأن يرقصوا في ساحة الأمويين ونحن نقول لهم إن الشعب السوري لا يزال يضيء المسجد الأموي ويضيء ساحة الأمويين وهو الصامد مؤكدا أن صمود الجيش العربي السوري وقائده هو ترجمة عملية لاحتضان الشعب السورى لهم.
وأكد حسون أن الشعب هو الذي انتصر الآن في سورية على من أرادوا له التفرق الطائفي والمذهبي والذل حيث شكل الفشل عنوانا لمؤتمر لندن الأخير.
وكان سماحة المفتي العام للجمهورية أكد خلال لقائه أبناء الجالية السورية في روسيا الاتحادية في موسكو أمس الأول ضرورة تضافر جهود أبناء سورية كافة في الداخل والخارج من أجل انقاذ البلاد ووقف نزيف الدماء فيها قائلا: إن سورية تنتظركم جميعا بكل أطيافكم ويجب عليكم مساعدتها فهى أرضكم حيث نشأتم وترعرعتم ويجب علينا جميعا التكاتف لوقف القتل والتدمير في الأرض السورية وبناء الوطن دون تفريق بين الناس حسب عقائدهم وأديانهم لأن الدين قيم وأخلاق وعقيدة ولا إكراه في الدين ولا يجب الباس المذاهب الدينية لبوسا سياسيا.