تخطى إلى المحتوى

إلى رهط القمة….الرسالة الثانية… في البدء كانت سوريا…..

*باسل علي الخطيب:

إنها أجمل البلاد القديمة و أقدم البلاد الجميلة….
فيروز لم تخدعنا عندما قالت إننا جيران القمر، قديمة دمشق و مازالت تدين بالولاء لثقافة الياسمين، تسند راسك إلى تلك الحيطان، و تشعر أن راحة الدنيا و راحة الآخرة في راحتيك، نعم لولا دمشق لما ارتفع الآذان و لما قرعت الأجراس،…..
هذا قدرنا، هذا قدر دمشق، لا تستطيع أن تختار قدرك كما لا تستطيع أن تختار اسمك، نحن عملاء لضوء القمر في تدمر، لأن فينا صرخة زنوبيا، و لأن في الجانب الآخر من الذاكرة زينون الراقي و ليس أبو رغال إياه…..
على فكرة طيف زنوبيا مازال يتحول بين الحارات الدمشقية، على ذمة أحدهم هي أحياناً تقدم القهوة في قصر الضيافة هناك في الربوة….

إذاً إلى كل:
– تلك الببغاوات التي تظهر على الشاشات، شاشات الدرجة الثالثة، وما أكثرهم هذه الأيام، أولئك الذين يتعاطون مع الأفق بأدبيات الزقاق….
– إلى نقاري الدفوف إياهم، الفارغين في الفراغ، أكلة و معماريو الفتات…
– إلى الذين تجلياتهم هي تجليات ثقافة الكوليرا…
– إلى الذين لا يجيدون إلا تسويق الغبار، و ماذا في حقائبهم سوى الغبار……
– إلى الذين يصنعون من دمنا ثانية و ثالثة أحذية ليهوذا الاسخريوطي…..
– إلى الذين لا يفرقون بين سيف الدولة و كافور الاخشيدي….
– إلى الذين يبيعون أطفالنا مرة على رصيف أورشليم د، و مرة على رصيف آرام ذات العماد…
– إلى الذين أفواههم حين يتكلمون هي أفواه الضفادع….
– إلى الذين يعيشون في ثقوب الابواب و يتنفسون ثاني أوكسيد العار…..
– إلى الذين نجمة الصبح عندهم هي نجمة داوود…
إلى الذين يغتسلون و يغتسلون بالعفن…..
– إلى الذين يأتون من بطون أمهاتهم و هم يحملون الرايات البيضاء……
– إلى الذين دونت على بطاقة هويتهم هذه العبارة: الوضع العائلي: بيدق شطرنج…..
– إلى تلك الزحافات البشرية التي يظل مكانها و رغم كل شيء بين أقدام الفضيحة……
– إلى كل تلك الطحالب البشرية التي تقتات من بقايا المقبرة….
– إلى كل تلك الأحذية التي تلهث و تلهث بحثاً عن قدمي القيصر….
– إلى كل أولئك أشباه المثقفين إياهم، الذين لايفرقون مابين أقلامهم وأصبعهم الوسطى، فيستعملونها بنفس الطريقة مع أنفسهم…..

يا أشباه العرب، يا أشباه العرب، كيف لكم أن تتعاطوا بكل تلك اللامبالاة، بكل ذلك التواطؤ مع هذا الزلزال الذي يعيد ترتيب عظامنا؟؟!!…. عظامنا التي لا تزال تعمل قبلياًـ حتى الآن، هل تظنون أن الزلزال سيتوقف عند حد معين؟….
دول تنتفخ إلى حد الانفجار، دول تضيق إلى حد الاضمحلال،
في هذا الهزيع الأخير من الأمة، ها هي طقوس الموت تقام في العراء، الأجراس تقرع لسدنة الهيكل، العرب يطؤون عظام العرب، هللويا….

يا صاحبنا الزمن، لقد غسلت يديك منهم منذ زمن بعيد، كيف لا و السيد الانحطاط يشاركهم في عقر دارهم، كل شيء فيهم يكذب، كل شيء فيهم يتملق، كل شيء فيهم يغتال كل شيء….
نفاق، نفاق….أحقاً، لا تشعرون بكل ذاك المال الحرام، بكل ذلك الكلام الحرام يتدلى من أنوفكم؟؟؟….

دمشق لا تجيد دبلوماسية السراديب، ثقافة الأقبية لم و لن تمر من هنا، كانت امهاتنا- آه لامهاتنا اللواتي يشبهن لغة الورود – يملأن عيوننا بالياسمين، يملآن عيوننا بقرع السيوف…
من ينسى أمهات الذين استشهدوا؟ لأمهات الذين استشهدوا، لأمهات الذين ينتظرون ( و ما بدلوا تبديلا) تنحي هذه الكلمات…
هذه أرمادا أخرى و تذهب، و ليكن ما يكن، هل يمكنهم أن يقتلعوا التراب، أن يقتلعوا الهواء، أن يقتلعوا التاريخ، تذكروا أن فيروز غنت لنا ” خطة قدمكم….”

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات