تخطى إلى المحتوى

غير يومي

*مرشد ملوك

تتحدث وسائل الإعلام العالمية “التقليدية – العريقة”، وما انبثق عنها من وسائل تواصل اجتماعي، عن مواثيق عالمية لحرية النشر ومواثيق أو محرمات نشر معلنة تبدأ بما يسمى انتهاك الخصوصية والتحريض على العنف والإرهاب ، ودعم منظمات داعمة للإرهاب وفق تصنيف محدد وكذلك التحريض على العنف والحديث المتطرف عن الدين … الخ من هذه المحرمات التي تشير القواعد إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي لاتحبها.

في العلن تعمل وسائل الإعلام العالمية على دعم الدول والمنظمات التي تكافح التلوث أو تساهم في نشر الوعي حول خفض انبعاث الغازات الدفيئة وخفض التسخين الحروري للأرض، وأيضاً مكافحة الاتجار بالمخدرات حتى، وصولاً إلى التخفيف من آثار الجفاف، وفق منظومة قيم عالمية وإنسانية يعمل عليها الإعلام العالمي وفق خطة مبرمجة وممولة من كبرى بيوت المال في العالم.

هذه مبادئ – بطبيعة الحال – تلقى القبول والاستحسان والدعم من كافة شعوب العالم، وهي قواسم وقيم إنسانية مشتركة، وللجميع مصلحة في هذه المصلحة، ومن منا لايجد الكثير من مصالحه وعواطفه في الإغاثة واستقرار المناخ وتقديم حلول للجفاف ونبذ العنف و التطرف ومحاربة الإرهاب ونبذ الطائفية.

لكن الجدلية هنا بأن نفس الدول الناشرة للحقوق والحريات ” التروستات الإعلامية الكبرى” حول العالم تستنفر في لحظة معينة لتحقيق مصالح محددة للدول الكبرى، بغض النظر عن الثمن، من خلال بث الطائفية أو أي من المحرمات السابقة في دول أخرى تلتقي المصالح العالمية العليا فيها.

هي اللعبة الإعلامية العالمية المتغيرة والمتحورة بشكل شبه يومي، ولاخيار للدول الصغيرة بالمواجهة أو حتى السباحة بعكس التيار إن أرادت، وهذا ما يؤكد أن تخطيط البيوت العالمية الموغرة بالعمق “للاستحواذ العالمي” شيء أساسي واستراتيجي لايمكن التهاون أو المجاملة فيه، واللعبة الإعلامية العالمية أساس في هذا الاستحواذ وكل شيء في وقته .. وفي طريقة تسويقه وما الاتجاه نحو نظام التفاهة إلا جزء أساسي مما سبق، وهو ما أشار إليه الكاتب الكندي ” ألان دونو ” من سنوات في كتابه “نظام التفاهة” الذي عرفه بأنه “النظام الاجتماعي الذي تسيطر فيه طبقة الأشخاص التافهين على جميع مناحي الحياة، وبموجبه تتم مكافأة الرداءة والتفاهة عوضاً عن العمل الجاد والملتزم”.

لكن الحقيقة شيء آخر تماماً…!!

والطريف في بعض المتابعات حول وسائل التواصل الاجتماعي ، وخاصة فيما يتعلق بأسس النشر وبعض القصص الأخرى ومحاذير النشر وما يحبه الفيس بوك، فإن المتخصص لن يجد نفسه بعيداً عن أسس نظرية الإعلام التقليدية مع بعض التحسينات التي أضفتها التكنولوجيا.

هي الأسس نفسها .. في العنوان الجذاب الجديد .. والمعلومة الجديدة .. والصورة والتعليق عليها .. وحتى ذكر إن كانت صورة حية أم أرشيفاً … وكذلك فإن (الفيس بوك) لايحب النصوص الطويلة، وهذا مايجسد العناوين الفرعية في الإعلام التقليدي.

رغم ذلك نتحدث بعداوة عن وسائل التواصل الاجتماعي، على ما يبدو العداوة قديمة مع أي شيء اسمه إعلام، أو إن الإنسان عدو ما يجهل.
على الملأ- الثورة

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات