سلمان عيسى
لا يسرّنا أن نقول إن الحكومة نفضت يديها من دعم الإنتاج الزراعي، وتالياً دعم الفلاحين، خاصة أنه معروف عنهم المثابرة والجد والاجتهاد لإنتاج محاصيل مهمة لهم، وتخفف من فاتورة الاستيراد في الوقت ذاته.
ولأن تحسن هذا الإنتاج وزيادته، وأن يصل الى ما كان عليه قبل عام ٢٠١٠ مرهون بعدة عوامل، أهمها توفير السماد خاصة اليوريا « نسبة الآزوت فيه ٤٦ % » والمازوت والأدوية والمبيدات..في السماد، أعلنت وزارة الزراعة أن حاجة البلد من السماد هي ١٠٠ ألف طن، وأعلنت منذ فترة أنه تم التعاقد على ٣٠ ألف طن، وأعلن المصرف الزراعي عن وصول ٧ آلاف طن الى مرفأ طرطوس « دوكما » وتتم تعبئتها بأكياس سعة ٥٠ كيلو غراماً .
الأمطار الأخيرة التي شملت أغلب المناطق في سورية تبشر بموسم زراعي جيد، وهذه الأمطار تساهم الى حد كبير في الإسراع بزراعة القمح والشعير في المناطق الممطرة ومناطق الاستقرار لكونها زراعة بعلية..إعلان الوزارة عن الحاجة الفعلية للسماد مضى عليه عدة أشهر والتعاقد على ثلث الحاجة، أيضاً مضى عليه عدة أشهر وإذا علمنا أن الزراعات المحمية والزراعات الباكورية الأخرى، والزراعات الشتوية قد تستنزف كميات السماد التي وصلت الى المرفأ، فهذا يعني أن البقية من السماد المتعاقد عليه لن تغطي إلا مساحات صغيرة من الأراضي ..
ليس هذا كل شيء .. بل إن هذا قد يبدو صغيراً أمام السعروالتكلفة الحقيقية التي وصلت الى ٤،٥ ملايين ليرة للطن الواحد من السماد .. فهل هذا سيكون مجزياً لمزارع البطاطا مثلاً ؟ هذا إضافة إلى الأسعار المليونية للطن الواحد من بذار البطاطا المستوردة أو المنتجة محلياً أو المهربة إضافة الى أسعار المبيدات ( الفعالة ) وليس المنتهية الصلاحية التي تظهر كل عام إضافة الى توفر المازوت للري، خاصة أن العروة الربيعية للبطاطا تبدأ خلال فترة قصيرة في سهل عكار بطرطوس وقبل أن تطلق السدود مياهها في الخطوط إيذاناً منها ببدء موسم الري .. ما نقوله يجب ألا يعكس سوداويةً هنا أو هناك .. بل إنه توصيف حقيقي للواقع الزراعي إن كان للقمح أو الشعير أو الخضار المحمية والباكورية والمكشوفة مثل البطاطا!!
تشرين