تخطى إلى المحتوى

خربشات مجنون شبه عاقل…..

*باسل علي الخطيب

كنت ومازلت أحب الأرقام ، أهوى المعادلات الرياضية ، بل أعشقها ، ذاك الشغف والحدس الذي ينبأك أنك ستصل الى النتيجة المرجوة ان سلكت الطريق الصحيح ، ذاك السحر عندما تتراص الأرقام معطية شكلاً مثالياُ يقارب التمام…

أهي الحتمية؟ أهي الجبرية؟… أنكون فعلاً مسيرين؟ ولا خيار لنا في امورنا؟؟….

احببت النظرية الكمومية، ولكن خفتها، خفت فكرنها عن فوضى الكون ، أن كل شيء خاضع للاحتمالات، وانه لاشيء حتمي ، راودتني الفكرة عن نفسي ، أعجبت بها ، اقتنعت أنه من المنطقي أنه لايوجد شيء منطقي، وان لاشيء مطلق، وكل شيء خاضع للارتياب….

أيكون هذا هو التخيير؟ وانه لاشيء حتمي أو نهائي؟….
اتكون أمور حياتنا كذاك الالكترون الذي يغير طبيعته الموجبة إلى مادية ويصير جسيماً عند مجرد رصده؟… أي بكلام آخر، أن وعينا قادر على تغيير مسارات حياتنا؟….

انبرهت بمفهوم ( انتالبية المادة ) وان سيرورة أي تفاعل لاعلاقة لها بالطريق أو الخطوات التي يسلكها أو عددها، انما هذه السيرورة تتعلق فقط بالحالة الابتدائية والنهائية للمادة…

فكرة مبهرة ، أهو القدر ؟….

ثلاث مفاهيم متناقضة…..

تتقاطع النظرية الكمومية ومفهوم انتالبية المادة في فهمهما للكون وتتخالفان مع علم الرقم ….
أين هو الصواب ؟ أين هو المنطق ؟ بين علم الرقم الذي يؤكد وصولك للنتيجة ان سلكت الطريق الصح ، وبين نظرية كمومية ترى أن كل الاحتمالات واردة ان سلكت أي درب، بل إنه حتى الدرب نفسها ليست حتمية، و( انتالبية ) توافقه وتخبرك أن النتيجة النهائية لاعلاقة لها بالطريق المسلوك ….

هل فعلاً كل الدروب تؤدي الى الطاحون ؟ أم أن طريق الحقيقة واحد ؟ ثم من تراه يحدد ماهو المنطق أو ماهو الصواب ؟……
هل تشعر بذاك الوخز وأنت تطرح على نفسك أسئلة لاتجد اجابة عليها ؟ ……
من أين أتينا ؟ والى أين نحن ذاهبون ؟ بل لماذا أساساً اتينا؟.. نلد و نكبر ونعمل ونأكل ونجني النقود ونشتري منزلاً وتتزوج وننجب ونموت؟؟؟!!!……..

قلت سابقاً أن بلال لم يؤمن بالسيد الرسول لأنه أعطاه الهاً، بلال لم تكن تعوزه الآلهة، انما أمن بلال بالسيد الرسول لأنه منحه الحرية ومنحه انسانية ….
هذه هي الكعبة : الانسانية … وأعظم تجليات الانسانية هو الحب ، في الحب تتقاطع المفاهيم الثلاث السابقة ، تتقاطع حتمية الرقم وفوضوية الكون ودلع المادة…….

نحن في داخل منظومة لانعرف لها بداية، ولن نعرف لها نهاية، في داخل هذه المنظومة عدد كبير من المسالك والمشارب، ولكن هذا العدد محدود، هنا تكمن الجبرية، أما أي مسلك نسلك، فهذا خيارنا، وهنا تكمن الاختيارية، و أن مايهم في كل أمور حياتنا ليس كيف نتعامل معها، فذلك قرارنا، وهذا يشبه حل أي مسألة في الرياضيات، فالمهم هو النتيجة النهائية، فبعضنا قد يصل إلى الحل عبر خطوة واحدة، وبعضنا قد يصل إليه بعد عشرات أو مئات الخطوات، وبعضنا قد لايصل، ولكن من الذي قال أن النتيجة السلبية ليست نتيجة؟؟!! …

تستطيع العين على صغرها أن تحيط بجبل ضخم، إن وقفنا على مسافة مناسبة منه، فإن اقتربنا صرنا مانراه من الجبل أقل، وان ابتعدنا عنه صرنا نرى منه أكثر، ولكن أن ابتعدنا كثيرا فلن نرى الجبل أبداً، ليس من العبث أن قيل أن خير الامور أوسطها، فلطالما كانت الفضيلة هي ذاك الوسط بين رذيلتين…..

ذات مرة قال اينشتاين أن الله لا يلعب النرد، وانا أقول – والتعبير مجازي- أن الله يلعب النرد ولكنه يعرف النتيجة…..

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات