ليس بالضرورة أن تأتيك الكارثة على شكل إعصار أو زلزال، قد تأتيك على شكل أشخاص أو أفكار أو بقايا هلوسات، أو حتى على شكل أغنية، أو على شكل خربشات يسمونها هذه الأيام قصيدة…..
و قد تأتيك أحياناً بأحمر الشفاه مرتدية الكعب العالي، نانسي بيلوسي مثلاً….
ما أن يُذكر فعل ( تبت) حتى يخطر على بالنا أبو لهب إياه، ألا تشبه نانسي بيلوسي حمالة الحطب؟ و لكن مهلاً، مالنا و مال حمالات الحطب الأجانب؟؟.. و بيننا ألف ألف أبو لهب، يغسلون أيديهم كبيلاطس إياه، و هم يرددون نحن براء من دم ذاك الصديق، ماذا عن حمالات الحطب المحليات؟ هن في الصالونات يضعن القناع المناسب غب الطلب…
هل سبق و قرأتم رواية ( المسيح يصلب من جديد) ل…
أجزم أنه لو عاد السيد المسيح بيننا الآن لسلمناه بأيدينا، هل نفرق كثيراً بأخلاقنا عن يهودا الاسخربوطي إياه؟؟!!..
ثلاثون من الفضة؟؟!!! أعتقد أن أغلبنا كان ليرضى بأقل و قد صار المال معبودنا الأول، أمن فراغ صاح مظفر النواب ذات قصيدة مخاطباً أمير المؤمنين علي: لو عدت اليوم لحاربك الداعون إليك و سموك شيوعياً…
ماذا يعني أن تقتل أخ أخيه و زوجته و ابنيه؟ نتيجة خلاف على بعض حطام هذه الدنيا…
كم من حادثة كهذه حصلت هنا و هناك خلال الفترة القصيرة الماضية؟ ما عاد يكفي أن نقول ( هذه بضاعتنا ردت إلينا)، و تسألون لماذا حل بنا كل ذاك البلاء، أكاد أقع على عقبي من الضحك…
نعم، الأرض الآن ليست هي الأرض، ماذا عن السماء؟ هل السماء الآن هي السماء؟
تتسائلون لماذا هذا السؤال، هذا لأننا أمعنا في إزعاج اللّه، حقاً، لقد بدأ صراخنا من كثرة صراخنا و كأنه يزعج اللّه، الكلمات ترتجف، الييدان ترتجفان، الزمن يرتحف، يا صاحبنا الشنفري أين أنت؟ هل تريدون كمية إضافية من الجاهلية؟…..
نعم، هكذا تترجم العلاقات بيننا على الأرص، حقل واسع من الغش، تنام إلى جانبيه عيدان الثقاب، لا تنسوا الابتسامة الصفراء و الخنجر الذي على الخاصرة… أو في الخاصرة…
لقد قضي الأمر، إن اللّه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، هناك من ينتظر ذاك الأمير ليقبل تلك الضفدعة؟ هل سبق و سمعتم قصة ليلى و الذئب على لسان الذئب؟ أنا أكاد أسمعها يومياً…
ألا تبت أيادينا جميعاً، يا إلهي الأفضل أن نرحل و نرحل إليك..
لا يخطر على بالي و أن أنزف هذه الكلمات إلا منظومة أمثالنا الشعبية، تلك لم تكن إلا إبراً مخدرة، و قد أتت أكلها، تلك الكلمات هي جمل نمضغها ونمضغها، مادامت موضة تخزين القات لم تصلنا بعد….
قالوا أن حبل الكذب قصير، وأنه لا يصح إلا الصحيح، أتسمعون تلك القهقهة؟ هذا أنا أضحك…الدم لا بصير ماءً، وقد صار زفتاً، وأشياء اخرى، مع الفتحة على حرف الالف…أنا واخي على ابن عمي، وانا وابن عمي على الغريب، وقد صرنا والغريب على اخونا وابن عمنا وابن خالتنا…. المصاري وسخ الدنيا، وقد صارت المعيار الوحيد، بل الأوحد للتفاضل بين الناس….
ذاك التاجر الذي يرفع على هواه الأسعار هو منا، شوفير السرفيس الذي يبيع المازوت هو منا، أولئك الإخوة الذين يتطاحنون على بضعة أمتار هنا أو هناك هم منا، ذاك الذي حرم أخته الميراث هو منا، تلك التي تسعى بالفتن بين أهل زوجها هي منا، أولئك الذين يتاجرون باسم اللّه و كل أولياء اللّه و كل أبالسة الأرض هم منا، ذاك الذي يتنمر على جاره و جار جاره هو منا، تلك التي ما همها إلا منظرها الخارجي، حتى لو اشتغل زوجها بعد عمله شوفير شحن أو شوفير صينية أو شوفير قضية، هي منا، ذاك أو تلك الذين يستنفرون مجلس حقوق الإنسان و مجلس الأمن إن نهرت المعلمة ابنهم الذي بلا أدب أبداً، ذاك الذي يصلي الفجر و يرتشي في الظهر هو منا، تلك التي تجعل من طفلتها ذات الخمس أعوام عارضة أزياء مع كل الاكسسوارات من حمرة شفاه و طلاء أظافر هي منا، ذاك الذي يبيع قبر أبيه بكرسي دوار مع محور هو منا، كيف لا، و لعضنا قد باع وطنه بمحور فقط دون كرسي…….
و ايم اللّه لو أن لافعالنا روائح لأزكمت الانوف الروائح النتنة، و لما طقنا الجلوس إلى بعضنا البعض….وتحدثوني عن الامبريالية؟ كم نحن شاطرون بالحديث والكتابة عن الفساد، ونحن صرنا نتنفسه…
على سيرة الضفدعة اعلاه، مالنا جميعاً (نفوعر), أعيننا كلما سمعنا عن حادثة كالحادثة التي ذكرتها؟ وكأننا نتفاجىء وكأن امهاتنا قد توحمت فينا على ضفادع، أليس مايحصل نتيجة طبيعية لكل ذاك الحرام الذي استوطنا؟ ولانجيد في مواجهته إلا النقيق، مرة أخرى، الضفادع إياها….
ألا تبت أيادينا أجمعين، ألا تبت أيادينا جميعاً……