تخطى إلى المحتوى
آخر الأخبار
الرئيس الأسد يبحث مع الفياض تعزيز التعاون في مجالات مكافحة الإرهاب وضبط الحدود عيد الشهداء نبراس لاستكمال النصر ودحر الإرهاب الرئيس الأسد يشارك في الاجتماع الموسع للجنة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي إصابة ثمانية عسكريين جراء عدوان إسرائيلي استهدف أحد المواقع بمحيط دمشق الرئيس الأسد خلال استقباله وزير خارجية البحرين: ضرورة العمل المشترك لتحقيق الاستقرار في المنطقة أمر إداري بإنهاء استدعاء الضباط الاحتياطيين والاحتفاظ والاستدعاء لصف الضباط والأفراد الاحتياطيين رئيس مجلس الوزراء يفتتح نفق المواساة.. مشروع نوعي يشكل أولوية لمحافظة دمشق بيان عملي بحري سوري روسي بالذخيرة الحية بإحدى القواعد البحرية في طرطوس.. العماد إبراهيم: قواتنا ماضي... الرئيس الأسد يصدر قانوناً بإحداث وزارة إعلام تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1961 تحت عنوان: “الأغلبية العالمية”.. حوار فكري وسياسي خاص لوزير الخارجية الأبخازي إينال أردزينبا مع الرئ...

تلك لم تكن مباراة كرة قدم فحسب…..

*باسل علي الخطيب
أجلت الكتابة حول هذا الموضوع يومين لأنني كنت غاضباً جداً، لأني ببساطة لو أنني كتبت حينها و أنا غاضب، لكانت الكلمات قد أحرقت الأوراق حتماً….

حزنت لخسارة إيران مباراتها، و حزنت أكثر لأن الخسارة كانت ضد إنجلترا….

لكن غضبي ليس له علاقة بالخسارة، فتلك تبقى مباراة كرة قدم، غضبت، و قد شاهدت المباراة في أحد المقاهي، أن كل من كان في المقهى تقريباً كانوا يشجعون إنكلترا….
أعرف أن كلامي التالي لن يعجب الكثيرون، لكني أعيد و أكرر ماقلته سابقاً، وأصر عليه، أنا لا أكتب لكي أنال إعجابكم، ولا أكتب لأن (الجمهور عايز كده….)……

و لكي أستبق الامور، إن تساءل أحدكم بأي حق أوزع صكوك الوطنية؟ أجيب بحق ذاك التاريخ إياه، و تلك المواقف إياها، وتلك الأثمان إياها……

كان بجانبي و على طاولة مجاورة مجموعة من الشباب، ذكور و إناث، جميعهم في العشرينيات من العمر، أولئك الشباب كانوا يفرحون بشكل هستيري كلما سجلت إنجلترا هدفاً، و تكاد تصيبهم سكتة قلبية إن اقترب اللاعبون الإيرانيون من مرمى الإنكليز، على قلة هجمات الفريق الإيراني….

حسناً.. و عليه… وخطابي لهم ولمن هم على شاكلتهم، ولكل من يعتبر ذلك عادياً، أن ذلك مجرد لعبة أو مباراة….
في المرة القادمة التي تقترب فيها داعش أو احد اخواتها من بيوتكم، وتدنو من غرف نومكم، اطلبوا من جيران و أقارب هاري كين أو هاري مغواير أو لوك شو، أن يأتوكم و يدافعوا عنكم، أن يخوضوا معكم أو بدلاً عنكم المعارك، أن يمخروا عباب رمال صحاري تدمر، أن يتسلقوا أسوار قلعة حلب، أن يضيعوا في أدغال أزقة المدن…
واخبروهم، أن أشلاء أجسادهم ستتناثر على طول هذه الجغرافيا، أنه قد لا يعود منهم إلى أهاليهم إلا تلك الصفيحة المعدنية على رقابهم…

اطلبوا من رئيس وزرائهم إياه، من برلمانهم الأكثر مثلية على مستوى العالم، أن يرسل لكم و رغم الحصار و العقوبات ناقلات النفط…
نغم، و تريد أن اذكرك عين عمك، انت الذي تنتعل تلك اللحية و ذاك الشاربين، أن البابا إياه قد أوصلك إلى المقهى ببنزين مصدره ايران، و تذكري عين عمك عندما ستعودين بيتك، أن المازوت في المدفأة التي ستجلسين حولها مصدره ايران…..

لا أستطيع أن أفهم و لا أريد أن أتفهم، كيف لكم أن تشجعوا إنجلترا ضد إيران، أن تشجعوا إنجلترا على العموم قد يكون ذلك مفهوماً، و لكن و حتى في لعبة رياضية أن تتمنوا أن تفوز على إيران هذا لا أفهمه و لن أتفهمه…..

لا تقولوا لي هذه رياضة و تلك سياسة، الأمور عندي بعضها عن بعض لا تنفصل، و عند الكل بعضها عن بعض لا تنفصل، الأمر عندي سيان سواء كانت معركة دبابات أو مباراة بكرة الماء أو عرض دور أزياء أو ارتشاف فنجان قهوة، لا أفهم و لا أتغهم كيف تعارض سياسات إنجلترا و تشجع منتخبها…

هذا استعمار و من نوع آخر، و حتماً سيترك أثره في العقلية و طريقة التفكير.. و في الكلام، و في التصرفات، و حتى على مستوى محاكمة الأمور على مستوى وطني…

قد يتساءل البعض ما الضير في ذلك؟ تلك ليست إلا لعبة كرة قدم …
أقول نحن نستاهل كل ما حل بنا، و نستاهل كل ما سيحصل لنا…
ان نكران الجميل و تلك العنجهية و تلك الذهنية التي لا تعرف عن رغيف الخبز إلا تلك اللقمة التي نضعها في القم، هي المشكلة…
خذوا علماً، قبل هذا الرغيف كان هناك مسار طويل حتى وضعت تلك اللقمة في فمك….

تلك المعجزة التي حققناها أننا تجاوزنا تلك الحرب الإرهابية خلفها الكثير من الدماء و الدموع و الكثير من الأصدقاء الأخوة، و الذي يقف على رأسهم إيران، هؤلاء الذين لم يتخلوا عنا ولو للحظة، و لهم في رقبتنا دين إلى يوم الدين….

قد يقول قائل كأنك تحمل الأمر أكثر مما يستاهل….
حسناً أيها السادة، من قال أن كل نكران الجميل ذاك إياه لا يأتي بردة فعل أنكم أنتم لا تستاهلون قطرة دم من فلذات أكبادنا؟….
قد يخرج أحدهم ليقول و لكن إيران تدخلت لأن لها مصالحاً في سوريا؟ حسناً، و متى كانت الدول جمعيات خيرية؟…

يجلس أحدهم و قد ملأ مقعده و ذانيك الزرين أسفل قميصه قد انفكا من كبر كرشه، ينفخ نارجيلته و قد وضع قدماً فوق الأخرى، ليتهكم و يتجهبذ أن روسيا و الكيان الصهيوني متفقان فيما خص الاعتداءات الصهيونية على سوريا….
أتعرف يا هذا أنه لولا روسيا لكنت الآن مع كرشك هذا تقف خلف ساتر ترابي تدفع داعش عن قريتك؟….
أتراها ذاكرة الدجاج أم ذاكرة السمك؟…..
على هذه الأرض ارتقى الكثير من الشهداء الروس، قطرة دم روسية واحدة كانت كافية لتحعلكم تصمتوا، أن تكفونا شر روعة تحليلاتكم و استنتاجاتكم…

أأكون وحيداً في هذه العقلية؟؟؟…. و ليكن، فأنا أعرف دائماً أن مخدتي في نهاية اليوم تنتظرني و لطالما اعتبرتها أصعب محاكم الدنيا…

وفق العقلية إياها أعلاه، لم أفرح و لن أفرح أن الكيان الوهابي قد هزم الأرجنتين، بل كنت أتمنى خسارتها، قد يقول قائل لكن هذه دولة عربية إسلامية، حسناً، هل هناك دولة أضرت بنا بعد تركيا و قطر كالسعودية؟ أحيطكم علماً أيها السادة أنه أتانا من الكيان 19000 إرهابي عاثوا فساداً في دماؤنا و بيوتنا، و قد يكون بعضهم من أقارب أولئك اللاعبين…..

أعود و أكرر الأمور لا تنفصل عندي بعضها عن بعض، ليست القصة أن النظام السعودي كان ضد بلدي و دولتي فحسب، أنما كان أغلب الشعب السعودي ضدنا، يتبرع بماله للأرهاببين، و يرسل أبنائه لقتلنا، هذا ليس حال السعوديين فقط، أغلب الشعب الكويتي و القطري و الليبي و الأردني و غيرهم كانوا ضدنا….. و إياكم أن تحكوا لي قصة آخر الليل، تطبطوا بها على ظهورنا لكي ننام، عن بلاد العرب أوطاني، فأولئك ليسوا إلا أولئك الأشد كفراً و نفاقاً إياهم، قد تصالحهم دولتي و سأقبل بذلك، فتلك سياسة، و دولتي أدرى بالمصلحة العامة، و لكن هذا لا يلزمني بشيء، لا يلزمني إلا بأن أقبل، و لكن لا يلزمني أن أنسى أو أسامح، فما بيني وبينهم بحر من الدماء و الدموع و كم هائل من الغضب و الكراهية…..

و على الجهة الأخرى، وقف أغلب الشعب الإيراني معنا، وقف مع دولتنا و دفع بأبنائه ليكونوا إلى جانب أخوتنا كتفاً لكتف في مواجهة الإرهابيين ….

أنا واثق أن أحدهم سينط ليقول لي أن هناك ثورة في إيران، حسناً، نعم هناك قرابة ثلث الشعب الإيراني ليس راضياً عن النظام في بلده، ألم يكن الأمر ذاته في سوريا؟ أن ثلث هذا الشعب لم يكن راضيا، ليس لأنه لم يكن راضياً، بل لأنه لم يكن يعرف ماذا يريد، أنه قد بطر إلى الدرجة التي صار يفكر فيها و مالو؟؟….

ألا تكفي تفاحة واحدة لتفسد كل التفاحات في الصندوق؟… لو كنت مكان القيادة الحالية في إيران لانسحبت من كأس العالم، فكرامة البلد أهم من أي بطولة أو كأس….
ما أغضبني أكثر فيما خص مباراة إيران – انكلترا، أن لاعبي المنتخب لم يؤدوا النشيد الوطني، ولسان حالهم أنهم يرسلون رسالة أنهم يساندون الاحتجاجات هناك، ألا يشبه الأمر في إيران بداياته في سوريا؟….أن بعضهم قد أحرق علم الجمهورية، و رفع مكانة علم آخر؟….

خذوا علماً، كل سياط بلدي و لا أفضحه في أي محفل كان، أياً كان السبب، نعم، لو كنت مكانهم لانسحبت من كأس العالم، سواء عاد اللاعبون إلى بلدهم أم لا…
أما عن تلك التي يسمونها ثورة في إيران فذاك حديث آخر سيكون له مقاله الخاص…

تلك صكوك الوطنية اكتب عنها و أوزعها و سأظل اكتب عنها و أوزعها، لا أقول أنني امتلك حقاً حصرياً في توزيعها، لكن أقول أنني امتلك كل الحق في توزيعها، شاء من شاء، و أبى من أبى، معياري في التعامل مع أي شخص أو أي دولة موقفهم من بلدي و دولتي سوريا في هذه الحرب، ساتفهم أن تصالح دولتي بعضهم…. و قد أسامح، اسمعوا جيداً قد أسامح، ليس لشيء، إنما لسبب وحيد، لكي لا ألتقيهم مرة ثانية عند اللّه، و لكن قولاً واحداً لن أنسى…
قولاً واحداً لن أنسى…..

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات