محمد فرحة:
لم تنحصر أزمة الطاقة الكهربائية والمشتقات النفطية في غيابها وقساوة تأثيرها على حياتنا اليومية فحسب، بل تعدت الأمور ذلك بكثير لتصبح أكثر حدة وخطورة على حياتنا الصحية، هذه الفصول قصة وقائع مؤلمة قائمة في ريف مصياف وبعض مدارسها .
وفي العودة إلى أدق التفاصيل فقد ذكرت المثقفة الصحية في مركز صحي مصياف مريم رمضان أن هناك إصابات عديدة في اللايشمانيا المعروفة بحبة حلب، حيث بدأت تنال من التلاميذ من محيطهم البيئي، وهذا سببه عدم الرش بالمبيدات وغياب النظافة، وأوضحت أيضاً: تأتي بعد ذلك إصابات التهاب الكبد، كما هو الحال في مدرسة كفر عقيد وبعض المدارس الأخرى ..
من ناحيته الدكتور جهاد عابورة في اتصال هاتفي معه لم ينفِ وجود إصابات بالكوليرا أيضاً وعددها ٣٦ إصابة، مطالباً بالتشديد على الجانب التثقيفي الصحي.
غير أن المثقفة الصحية مريم رمضان قالت إن هناك مدارس تشكو من وجود حشرات أخرى في بعض المدارس من دون أن نذكر اسمها، موضحة أن كل ذلك سببه قلة المحروقات وانعدام النظافة وعدم الاستحمام وغياب الطاقة الكهربائية .
عدد من أهالي قرية كفر عقيد أجمعوا على أن مياه الصرف الصحي التي تصب في مجرى نهر القرية سبب رئيس للإصابة بالتهاب الكبد، نظراً لتلوث حوض النهر والمزروعات، مطالبين بإيقاف صبيب مجاري ومخلفات معاصر الزيتون في مجرى النهر، فالموضوع عمره سنوات، حيث قضى على كل الكائنات الحية في النهر، ناهيك بالروائح الكريهة التي تزكم أنوف الأحياء والحارات القريبة من مجرى النهر، ولا بدّ من رفع التلوث عنه، وهو ما يعرف بنهر الساروت .
الخلاصة؛ كلنا يدرك غياب دور الوحدات الإدارية لجهة رش المبيدات وترحيل القمامة وعدم تركها لعدة أيام من دون إزالتها، طبعاً لضعف الإمكانات وغياب المحروقات للجرارات الناقلة لهذه القمامة، لكن في كل الأحوال تبقى قضية الحد من إصابات التهاب الكبد في المدارس وكذلك الكوليرا أهم وأسمى من كل ذلك.. والقضية نتركها برسم المعنيين ..
بانوراما سورية-تشرين