تخطى إلى المحتوى

عادات وتقاليد الشعوب

طالما أثارت عادات الشعوب وتقاليدها اهتمام الباحثين في حقل العلوم الاجتماعية، خاصة وأنها تعطي انطباعا أو معطيات محددة عن سمات مشتركة للأفراد ضمن مجموعة بشرية محددة، لكن ذلك لا يمكن أن يعني بأي صيغة أننا نتحدث عن سمات بيولوجية بقدر ما نعني أنها سمات ثقافية تتحقق لدى مجموعة بشرية بحسب تفاعلها مع التاريخ وأحداثه.
تتمايز الشعوب عن بعضها إذا في طريقة تفاعلاتها مع المناسبات وفي التعاطي مع الآخرين وفي اللباس أو المأكل أو المشرب، وقد تسنى لي أن أطلع خلال فترة دراستي في روسيا على عادات الشعب الروسي وطريقة تعاطيه وتفاعلاته في حالات متعددة حتى أنه صار بإمكاني أن أتوقع الاتجاه العام لردود الفعل إزاء حادثة بعينها.
ومن المثير فعلا أن يتميز الشعب الروسي بكرم الضيافة على الرغم من قسوة الطبيعة والثلوج لغالبية الأراضي، مع ذلك يفرح الروسي كثيرا عند استقباله الضيوف ويحضرون الولائم بسخاء للضيوف، ومن عاداتهم أيضا أنهم لا يزورون أحداً بدون هدية، وهم لا تعنيهم قيمة الهدية بقدر ما تعني رمزيتها، ويحرص الروس كثيرا على إرضاء الأطفال فيقدمون الهدايا لهم بما يتناسب واهتماماتهم وأعمارهم أيضا.
وللصداقة مكانة خاصة في عوالم الروس وهم يتفاخرون بكثرة الأصدقاء وتنوعهم كما أنهم يخلصون كثيرا للصداقة ويضعون لها مكانة عالية.
ويصعب فعلا أن نجمِل عادات شعب عريق بثقافته في عدد محصور من السطور، لكنهم مثل غيرهم من الشعوب قد يتطيرون من بعض الأشياء مثل عدم استكمال طريقهم لو قطعته قطة سوداء، وهم يعتبرون أن الصفير داخل جدران المنازل يجلب الشؤم. والأجمل من هذا كله أن الروس يحبون القراءة ويحترمون الأدباء ويضعونهم في مكانة خاصة.
عمار غزالي

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات